منبر حر لكل اليمنيين

دموعُ المعاني

31

وجهُ البسيطةِ بعدَ فَقْدِكَ شاحبُ

وسوى صباحِكَ كلُّ فجرٍ كاذبُ

فلأنتَ يا أعلى المعارفِ رُتْبَةً

عَلَمُ الخلودِ، وهمْ ضميرٌ غائبُ

ما مِتَّ يا لغةَ البقاءِ؛ لأنها

تحيا القصائدُ إذ يُوارى الكاتبُ!

وعجبتُ للموتِ الذي صافحتَهُ

بيدِ القصيدةِ، وهو آتٍ ذاهبُ

يرنو إليكَ وفي قَرارةِ نفسِهِ

جُرحٌ يسيلُ، وخِنجرانِ، ونادبُ

يا وجهَ أيلولَ العظيمِ، بُراقُنا

أيلولُ حُرًّا؛ ما عليهِ راكبُ

فجميعُ أشباحِ الظلامِ روافضٌ

وجميعُ أعداءِ الصباحِ نواصبُ

حزني عليكَ وأنتَ أعظمُ سُنَّةٍ

حزنٌ من الودِّ المقدسِ واجبُ

حُزنٌ كأن أساهُ مهجةُ خائفٍ

-يومَ الحسابِ – تقولُ: ربي غاضبُ

أنا ميِّتٌ مُذْ غِبتَ أَخصفُ مهجتي

قد عزَّ مطلوبي، وخابَ الطالبُ

يا أولَ الآتينَ من لغةِ الهوى

أنا عن سوى محرابِ حرفِكَ راغبُ

(نمْ ملءَ عينكَ) إن عيني غيمةٌ

من جوفِها (يَهمي فؤادٌ ذائبُ)

وتقولُ صنعا: للمنيةِ مِخْلبٌ

ولجهلِ حكامِ البلادِ مخالبُ

وأمرُّ من طعمِ المنيةِ شاعرٌ

أقصى مُناهُ: خيمةٌ و (الراتبُ)

يا صاحبي في الحزنِ، حرفُكَ واحدٌ

مُتَفَرِّدٌ، ما للحقيقةِ صاحبُ!

طُفْنا جِوارَكَ، أنتَ كعبةُ حبِّنا

وحروفُنا العطشى فؤادٌ تائبُ

ما مِتَّ، إن الموتَ يشهدُ: أنهُ

في بابِ مدرسةِ (المقالحِ) راسبُ

تعليقات