منبر حر لكل اليمنيين

لا أريد شيئاً أكثر من قربك

16

-1-

عندما التقيتكِ أول مرة
كان وجهك وضاء مثل صباح
وكلماتك تتساقط من فمك
مثل فاكهة البرتقال من شجرها
كنتِ خجولة وتبتسمين
قَلِقة وتطلّعين لي بحزن،
لو كانت الطريق التي أمسكت بها يدكِ
طالت إلى الأبد

-2-

قلتُ لك يا حبيبتي
تشبهين الكمنجة
ولكن لماذا حزنتِ
ماذا دهاك أن تبكي في عيد ميلادك،
لماذا على الكمنجة أن تبكي
بدلاً من من أن تُبكي الآخرين
آه كم أحبك يا كمنجتي
يا معزوفتي التراجيدية
التي حتى وهي تبكي
لا تخلو من رومانسية
كأنها إحدى قصائد «بودلير»
أو لوحات «جويا»
كأنك جمال حزين
أو «sad beauty»
كما قالت «آن» ذات يوم،
حزنكِ يمزق قلبي ويعذبه
لكنك تصيرين جميلة حين تحزنين،
كأن البكاء يصيّرك فتاة من ذهب،
وقرية تتنهد بعد المطر،
لا تبكين مرة أخرى،
فلا يمكن لي احتمال جمالك وحزنك
في نفس الوقت
إنهما طلقتان،
صحيح أنهما تبعثان النشوة
لكنهما مميتتان،
أنت مميتة يا حبيبتي
كل ما فيك قاتل،
خطاك
وحماسكِ
وفشلك
وعيناك،
أنت معركة من الأعداء يا حبيبتي
وأنا لا أحمل أي سيف أو بندقية
لا أحمل سوى قلبي.

– 3 –

هناك وجه تشابه بينك
وبين القمر الذي أراه الآن
يشبه ضوءه وجنتيك
وبارد مثل ملمس وجهك حين تستيقظين

-4-

سأخبر العالم
أن هناك فتاة كانت تمشي بقدمها
كي توفر أجرة الباص
لتشتري لي هدية
في عيد ميلادي
ستدخلين التاريخ
كونك أول عربية
تحب مثل عنترة

-5-

أستطيع أن أشبهك بالغروب
ثوبك الذي تريديه أُفُقاً أحمر
ووجهك أبدية
كتلك الذي يبعثها الغروب
في قلوب المغرمين بالحياة..

-6-

سبحانكِ يا حبيبتي
كنت النسيم الخفيف الذي لوَّن جسدي
والمورفين الذي إذا انقطع
يسجنني العذاب في زنازينه،
بكِ اليالي الموحشة
صارت تضحك
وبلفظي لاسمك صار جسمي خفيفاً كإسفنجة
أنت إجابتي الصحيحة
أمام كل الأسئلة التي لم أكن متأكداً منها
كلما أخطأت بحقك سامحتيني بكل سهولة
اقترافاتي معك يمكن ان يمحيها اعتذار
هل علمك الله فن التوبة

-7-

في مثل هذا اليوم
قبل سنين ولدتِ
كان عمري حينها خمس سنوات
ما بال المسافة قبل لقاءنا لا طعم لها
والسنوات التي ليست معك خاوية
أنا مدين لك بكل قطرة عَرَق مشت إلي
وبكل قبلة سمَّت أيامي بالايام الحلوة
مدين لجسدك ورائحته
هل كنتِ ابنتي؟
ما هذا الارتباط الغريب بيننا
والذي يجعلنا حين نفترق نختنق
يحتاج جسمي إضافة للأكسجين
إلى حبكِ
انتِ إنعاشه
صوتك دمه
ورائحتك مرقده
وعيناك نظرته إلى العالم
في الأماكن التي تكونين فيها

-8-

لا أريد شيئاً أكثر من قربك
أشعر أني مفقود حين تغيبين
تنقصني الكثير من المبهجات
ولوازم الحياة
ولهذا أحلم بك كي أستلطف الحياة مجدداً
انت الآن بعيدة
لو أننا نلتقي
أنام ليلاً جوار جسدك الحنون
لتحقق حلماً كبيراً،
عبوسك أزلية القانطين
وصمتك إطراقة المساء
في وجه غبار تشرين الخفيف
بك أحرس نفسي من مخاوف الليل
وسواد الظنون
وطعنات الأصدقاء المضطرون للغدر
يا سحابتي
اقتربي أكثر
كي لا أموت وحيداً
ومقتهراً من أني لم ألمس جسدك
ولو لليلة واحدة من ليالي صنعاء الباردة.

  • من صفحته في فيس بوك.

 

تعليقات