منبر حر لكل اليمنيين

وزير إعلام الشرعية يغرد في تويتر ووزير إعلام الحوثيين يجند في الميدان

18

منذ تسع سنوات ووزير إعلام الشرعية المختطفة يغرد في العالم الافتراضي ووزير إعلام الحوثيين يحشد آلاف المقاتلين إلى جبهات القتال ، وزير إعلام الشرعية يبحث عن النكز ويقود الهشتاجات ووزير إعلام الحوثيين يقود صواريخ وطيران مسير ، وزير إعلام الشرعية يؤسس مواقع الكترونية وينفق عليها الميزانيات الكبيرة لكي تلمع حضوره الافتراضي ووزير إعلام الحوثيين يسيطر على مواقع عسكرية ٠٠!!

نحن أمام شرعية افتراضية ليس لها وجود في الواقع الطبيعي ، مجلس قيادتها لا تستطيع أن تفرق بين من هو السلطة ومن هو المعارضة ، من هو الرئيس ومن المرؤوس ، من هو الوحدوي ومن هو الانفصالي ، من هو الوطني ومن هو العميل ، من هو الجيش ومن هو المليشيات ؟!

في هذا العالم الافتراضي غابت الأحزاب السياسية وحضرت المليشيات وقطاع الطرق ، غابت السياسة وحضرت الفوضى ، غاب الوطنيون وحضر العملاء ، لم ينتج الواقع قادة كالسلال وعلي عبد المغني ولا مثقفين كالزبيري والنعمان ولا رجال أعمال ، كعبد الغني مطهر وعلي محمد سعيد أو حازم الحروي ٠٠

تغيرت مواصفات السياسي في اليمن ، فتحولت من معاني الثبات على المبادئ الوطنية وحسن استخلاص المصالح إلى التبعية وتسليم السيادة الوطنية وتحول المثقف من دوره الأساسي في توجيه المجتمع نحو القيم الوطنية إلى بيع هذا المجتمع في سوق النخاسة مقابل دارهم معدودات وتخلى رجل الأعمال عن دعم الأحرار الوطنيين ليستبدلهم بقادة المليشيات وقطاع الطرق ٠٠

حكومة بكاملها فضلت سجن عبد الناصر على أن تكون مجرد أداة منزوعة القرار ، كانوا رجالا يقدرون معنى المسؤولية ، يعيشون في عالم حقيقي وكان خصومهم يعملون لهم ألف حساب ، لم تكن هناك أحزاب تقود العمل السياسي ، لكن كان هناك رجال بحجم الأحزاب ، واليوم برغم وجود الأحزاب إلا أن قياداتها حولتها إلى مليشيات وتحولوا إلى مسوخ يدعون إلى التبعية وحكومة باعت كل شيء حتى كرامة أعضاءها..

الأيام تجري وتمر والشرعية محلك سر ، لا دولة ولا استقرار ، تشتتت المسؤولية وتفككت الإدارة وتفرقت الأهداف ولا يوجد اتفاق إلا على شيء واحد وهو التبعية ورهن القرار السياسي للخارج وإفشال مشروع الدولة والحرية والكرامة الإنسانية ٠٠

إن من ينتفع بالعمالة لا يمكن أن يدافع عن السيادة الوطنية ، سيدافع عن مصالح سيده وسيتفاخر به أمام العبيد الآخرين بأن سيده أفضل من ساداتهم ، يقتاتون بوضاعتهم من دماء الفقراء والمعدمين ، فأعجب ممن ينتظرون سلاما يأخذونه من الحوثيين وهم يعلمون علم اليقين أن حكومة يقودها معين وناطقها معمر وصانع سياستها بن مبارك ، فشلوا حتى في الواقع الافتراضي ، فكيف سينجحون في عالم الواقع ؟!

تعليقات