الحوثي يحول شمال اليمن الي ولاية إيرانية
منذ أن وقفت إيران على قدميها وأصبحت دولة محورية في الشرق الأوسط وهي تعمل بكل قوتها وتسعى بكل جهودها على تنفيذ أطماعها التوسعية وتحقيق هدفها الأساسي وحلمها التاريخي في استعادة هيمنة الدولة الفارسية على دول المنطقة ومن أجل ذلك فإنها سعت جاهدةً على توسيع نفوذها وفرض هيمنتها على المحيط الجغرافي المجاور لها بطريقة دينية وطائفية عبر التشيع ودعم الجماعات الشيعية وزرع اذرعها الطائفية والعنصرية في العديد من البلدان العربية ومنها الجمهورية اليمنية التي تحظى بخصوصية تاريخية لديها، كونها كانت إحدى الولايات التابعة للإمبراطورية الفارسية قبل أن يحررها الاسلام ولهذا فقد زرعت فيها المليشيات الحوثية وقدمت لها الدعم والمساعدة والمساندة العسكرية والسياسية والاقتصادية بكل سخاء وبشكل متواصل وغير محدود منذ تأسيسها ومراحل نموها السرية والعلنية ومروراً بتمردها وخروجها على الدولة ومواجهتها للسلطة في الحروب السابقة وصولاً إلى استغلالها للربيع العبري الذي أتاح لإيران مجالاً واسعاً لتعزيز دورها وتغلغلها وتوسيع نفوذها على الساحة اليمنية التي كانت تعيش أسوأ مراحل الفوضى والانفلات وهو ما مهد لانقلاب ميليشياتها الحوثية التي انقلبت على الدولة في العام 2014م وسيطرت على أغلب المحافظات الشمالية التي عزلتها عن العالم الخارجي وحولتها إلى ولاية إيرانية تٌحكم من ولاية قم ومن حكومة طهران المركزية وتدار من مكتب السفير الإيراني في العاصمة صنعاء وتٌحمى بالأسلحة الإيرانية من قبل قوات الحرس الثوري البحرية والبرية والجوية وتطبق فيها الأنظمة والانشطة والطقوس الإيرانية …
ففي هذه المدن والمحافظات اليمنية تعلق صور الرموز والقيادات الإيرانية ويٌحتفل بالأعياد والمناسبات الشيعية بنفس الطرق والمراسيم الفارسية وتُفرض الدورات والمناهج الطائفية والعنصرية وتغرس الأفكار الملغومة والمسمومة وتُشكل المليشيات المتطرفة والزينبيات المتخصصة …
لقد تحولت هذه المدن والمحافظات المستعمرة إلى قواعد تتمترس فيها القوات الإيرانية وإلى معسكرات تدريبية تدرب فيها المليشيات الموالية وإلى ورش تصنيع حربية تصنع فيها الاسلحة العسكرية.