الأديب فكري قاسم
عرفته كاتبا ساخرا متميزا بكل ما يكتبه، إضافة إلى الكثير من المواهب الإبداعية في عدة مجالات ومنها المسرح،
متواضع بسيط ، لا يمكن أن يجرح أو يشهر ،يتناول النقد بصوره الراقية، يذكرني بالكاتب المصري الراقي احمد رجب والمبدع محمود السعدني، تعرفت عليه عندما عينت وكيلا لمحافظة تعز، رغم أني مؤتمري ومن رجال السلطة إلا أنه تعامل معي كصديق وأخ بعدما توطدت علاقاتنا ، اختلفنا كثيرا في بعض الآراء واتفقنا في بعضها، احترمته لكونه معارض منصف لا يهمه أحد ، ليس كالمعارضة العربية التي تعارض كل شيء ، كان أول طلائع الثوار وعمل بروح المواطن الشريف وكان هو المتصدر للعمل الوطني لكنه لم يعجب المعارضة التي لا يعجبها الإنصاف وتم اقصاؤه بظلم ،
فكري شاب نقي وبقلب طاهر بسيط بتعامله وعظيم من الداخل، اذكر مما انتقد فيه الوضع السابق ، على سبيل المثال قال في أحدى مقالاته الساخرة أن مواطنا كان يعلق صورة فخامة الرئيس في منزله ومنزل متواضع جدا ويومها نزل غيث الرحمن بغزارة مما أدى لاختراق السيل منزل هذا المواطن وسحب كل العفش والرجل يحاول أن ينقذ الأسرة وبعض مقتنياته حتى وصل السيل أعلى الغرفة لينتزع صورة الرئيس وترك المواطن كل شيء للمحاولة اليائسة بإنقاذ صورة الرئيس منظر درامي مؤثر ومعنى إبداعي راق، ورسالة نقدية فريدة ومتألقة،
هذا فكري لا يتشدد لمعارضته على العكس يحترم التوجهات الخادمة للوطن ويباركها حتى ولو كانت من السلطة التي يعارضها وهذه معارضة محترمة نادرة لأننا في بلادنا المعارضة ترفض كل شيء إيجابي أو سلبي ،
اختلف مع شخصيات في المعارضة وانتقدهم بنقده المميز الإيجابي،
كان ولا يزال مدرسة نقدية ساخرة بقلم رشيق وحس وطني يشكل مكانة كبيرة في كل المواقع التي يحتلها، يا ترى كم لدينا من مثل هذا الرجل من شباب اليمن حتى نبني بهم وطن جميل ومتطور وشريف،
هذا هو الواقف دائما مع الحق ، وما يقوم به اليوم يؤكد ذلك
والمعذرة ، أنا لم أذكر سوى أقل القليل عن هذا الفكري المبدع.