منبر حر لكل اليمنيين

تجديد عقوبات أم إشباع رغبات؟ هذه ليلة عار إضافي على جبين العالم القبيح

190

يبدو أن التحالف العربي ومجلس القيادة الرئاسي بنوابه الثمانية قد توصلوا لمعادلة ترضي جميع الأطراف وعلى رأسهم الحوثي وهي ” استمرار العقوبات مقابل قبول الجميع الدخول في محادثات سلام ومن ثم تسوية سياسية تجمع المتناحرين على طاولة واحدة” وضمان الرياض بعدم مشاركة أيا من أقرباء صالح في أي عملية سياسية مقبلة، وإلا ما الذي يُفسر صمت العليمي ونوابه عن أهم ملف في ملف القضية اليمنية وهو ملف رفع العقوبات الظالمة عن الزعيم الشهيد علي عبدالله صالح ونجله القائد أحمد علي عبدالله صالح، هل ما حدث بالأمس من إعلان مجلس الأمن الدولي تجديد العقوبات يُعد ضمن التسوية السياسية التي تسعى لها الرياض ومن خلفها العليمي ونوابه ؟
هل ثمة مساعي محلية وإقليمية لإفضاء الساحة اليمنية من أي مكون سياسي وطني وإفراغ البلد كلها من الشخصيات الوطنية ذات الطابع الشعبي التي تحظى بتأييد الملايين

هل بات العليمي ونوابه في نظر الإخوة في المملكة العربية السعودية يمثلون الشعب اليمني كي تكتفي بهم، ويستمر العمل على تجديد العقوبات ضد مواطن يمني غادر اليمن إلى أبوظبي في العام ٢٠١٣م ليمثل بلده في منصب سفير

ثمة أمور كثيرة تُحاول الرياض خلطها لمحاولة الخروج من مأزق اليمن ولو على حساب رقاب اليمنيين، حتى في المباحثات يُهزمون، ذلك أنهم معنيون بالدرجة الأولى بإظهار ذلك الحس المتأنق بمبدأ الاستباحة، استباحة أي مبدأ إنساني واي أساس قيمي وأخلاقي

الرياض هنا ومعها العليمي ونوابه حققوا انتصارهم المسائي، حين أعلن مساء أمس مجلس الأمن الدولي تجديد العقوبات الظالمة عن الشهيد صالح ونجله أحمد، ليتمكنوا من النوم على اوجاع ملايين اليمنيين الذين صدمهم الخبر وهم الذين كانوا ينتظرون خبر رفع العقوبات، وليتهم كانوا خصوماً شرفاء على الأقل لكان أحدنا خاض معهم جدالاً على سبيل فهم هذا الحقد الذي قادنا لمواجهتهم، ربما سيبقى العليمي ومن معه يلاحقون أنفسهم ويقمعون أكثر تصوراتهم التقليدية التي جعلتهم يُعانون التهاب المسالك

تبدو لك الشرعية ذلك السوقي المتخفف من تبعات الانحياز لعدو اليمنيين الذي سخر كل وسائل إعلامه لشيطنة السفير أحمد وحول صنعاء لحسينيات تقذف صالح وتسجن أتباعه

لقد أصبحت الرياض ومجلس القيادة الرئاسي عالقون في أحقادهم، هذا الحقد الذي جعلهم يخوضون معركة وجودية مع السفير أحمد، وهي معركة مشوهة، يقول أحدهم؛ ينبغي حمايتها من قبل الحوثي، لتظهر هنا الرياض شمولية حد الغرابة، وبكل صلابة كشف ثبات وصبر السفير أحمد دناءة الخصوم وقوة قاعدته الشعبية المتجاوزة لكل قبحهم

ولقراءة المشهد عن قرب أكثر، فإن المشكلة ليست في السفير أحمد، ولا في حيثيات الملف المليء بالأكاذيب والتظليل، بل في اللقب، في عفاش، في علي عبدالله صالح، في الرئيس السابق، بالزعيم صالح، هذه هي المشكلة التي يُعاني منها الجميع، بأن السفير نجل الشهيد علي عبدالله صالح عفاش، هذه الاعتباطية المفرطة والدائمة في محاولة قولبة الأشياء وتنميطها التي أصبحت قاعدة خلاف بين الحق ووهم الباطل

وللعليمي ونوابه كلمة أخيرة
؛ إما أن تكونوا سليمان وقد انتزع ملكة بعرشها، أو تكونوا نملة تُردد” يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ” صدق الله العظيم

تعليقات