عزيزي السيد ستيفن فاجن .. لا نثق بنظام بلادك
أود أن أوجه هذا المقال او الرسالة إليك لإلقاء الضوء على الأحداث الهامة التي تدور في اليمن والعالم، وكذلك للتحدث عن الأدوار التي تلعبها أمريكا في رعاية الإرهاب وانتهاك حقوق الإنسان. وكما تعلم تعد اليمن من البلدان التي يعاني فيها الشعب من الصراعات المستمرة والمشاكل السياسية والاقتصادية، ومنذ سنوات طويلة تعيش البلاد تحت ظروف صعبة ومؤلمة.
لا يمكننا تجاهل دور امريكا في تعزيز الإرهاب وتأييده، حيث شهدت اليمن نمواً كبيراً في التنظيمات الارهابية مثل القاعدة وداعش والحوثيين.
وسعت لتوفر الظروف الاجتماعية والسياسية من خلال حلفائها في اليمن لتصبح بيئة ملائمة لانتشار الإرهاب،
أود أن أوجه كلمتي هذه إليك لمناقشة الدور الذي لعبته بلادك، الولايات المتحدة الأمريكية، في تعزيز الإرهاب في اليمن وتفاقم الأوضاع هناك.
منذ بداية انقلاب في فبراير 2011م، رعت الولايات المتحدة فوضى في اليمن من خلال التدخل في الشؤون الداخلية ودعم التشرذم و الفاسدين و الجماعات الارهابية.
هذا الدعم المستمر للفوضى والفساد ساهم في تأزيم الأوضاع السياسية والاقتصادية في البلاد وأفسح المجال لانتشار التطرف والإرهاب.
واحدة من أبرز الأمثلة على رعاية الولايات المتحدة للإرهاب في اليمن هي دعمها لجماعة الحوثي المتمردة. تم تجاهل العديد من الإشارات التحذيرية المبكرة بشأن تصاعد نفوذ الحوثيين وتورطهم في العمليات الإرهابية والانتهاكات الحقوقية وعلى الرغم من ذلك، استمرت الولايات المتحدة في تزويدهم بالمعلومات و الغطاء السياسي والدعم اللوجستي، عبر اصدقائها , الأمر الذي ساهم في تصعيد النزاع وتفاقم الأوضاع الإنسانية المأساوية في اليمن.
علاوة على ذلك، لا يمكننا نسيان ما تعرض له العراق من مأساة جراء حرب العراق التي قادتها الولايات المتحدة وحلفاؤها في عام م2003. تسببت هذه الحرب في مقتل وتشريد الملايين من العراقيين، ودمرت البنية التحتية والاقتصاد العراقي. بالإضافة إلى ذلك، كشفت فضيحة سجن أبو غريب عن انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان، حيث تعرض المعتقلون العراقيون للتعذيب وسوء المعاملة.
عزيزي السيد ستيفن فاجن ..
يجب أن نتحدث عن الدور الذي تلعبه الولايات المتحدة في رعاية الإرهاب. من خلال سياساتها وتدخلاتها في العديد من البلدان بشفافية و مصداقية للتاريخ و الاجيال القادمة فقد أثبتت الولايات المتحدة أنها تعمل على تعزيز الفوضى والتوترات الإقليمية فبدلاً من مكافحة الإرهاب بشكل فعال، تعمل الولايات المتحدة في بعض الأحيان على تنمية وتمويل جماعات متطرفة لتحقيق أهدافها الاستراتيجية والتي تنعكس على سمعة امريكا و تهديد للمواطن الامريكي.
بالإضافة إلى ذلك، لا يمكن تجاهل الممارسات القمعية وانتهاكات حقوق الإنسان التي يتعرض لها الأشخاص في العديد من البلدان التي تتدخل فيها الولايات المتحدة.
في العراق، على سبيل المثال، تم قتل ملايين العراقيين وتشريد الملايين الآخرين نتيجة للاحتلال الأمريكي والتدخل العسكري الذي ترأسه الولايات المتحدة. كما أن سجن أبو غريب أصبح رمزًا للفضائح الجسيمة التي ارتكبتها القوات الأمريكية في العراق، بما في ذلك التعذيب والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التى يصعب ذكرها في كتاب واحد بل في سلسلة من المجلدات.
من ناحية أخرى، لا يمكننا تجاهل الدور الذي تلعبه الولايات المتحدة في الحرب الطاحنة في أوكرانيا وروسيا. بدلاً من السعي للحوار والتفاهم بين الأطراف المعنية، اختارت الولايات المتحدة التدخل بشكل عسكري وتزويد الجانب الأوكراني بالأسلحة الثقيلة. هذا التدخل الأمريكي له تداعيات سلبية على الأمن الإقليمي ويعزز حالة التوتر بين البلدين و اثر على العالم اقتصاديا و سياسيا وعسكريا.
عزيزي السفير .. إن وجود الولايات المتحدة كقوة عالمية له تأثير هائل على الأحداث العالمية لذا، أعتقد أنه من الضروري أن تتخذ بلادك موقفًا مسؤولًا وتعمل على تعزيز الاستقرار وحقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم بدلاً من التدخل العسكري ودعم الجماعات المتطرفة. و يجب أن تكون الولايات المتحدة نموذجًا إيجابيًا في مكافحة الإرهاب وحماية حقوق الإنسان، وهذا يتطلب التعاون مع المجتمع الدولي بدلاً من فرض أجندتها الخاصة.
عزيزي السيد ستيفن فاجن ..
أوجه لك هذا المقال للتحدث عن دور بلادك في القتل المستمر للأطفال والنساء في قطاع غزة.
ولعلني أعلم تمامًا أن هذا الموضوع قد يكون محط اهتمامك كسفير للولايات المتحدة في اليمن، ولكن الحقيقة الصادمة لا يمكن تجاهلها.
في البداية، يجب أن نذكر أن الولايات المتحدة هي الداعم العسكري والسياسي الأول لإسرائيل، وهذا الدعم يتضمن تزويدها بالأسلحة والتكنولوجيا اللازمة لشن حروبها وحماية أمنها كما تزعم.
وعليه، فإن كل طلقة تصدر من سلاح إسرائيل هي بالفعل ممولة ومصنعة من قبل الولايات المتحدة، وبالتالي يمكن إلقاء اللوم على بلادك بشكل أخلاقي وقانوني عن كل قطرة دم تسفك في غزة.
اليوم، يشهد العالم المزيد من الجرائم والانتهاكات في غزة، والتي تعزى جزئيًا إلى الدعم الأمريكي المستمر لإسرائيل وتجاهل حقوق الفلسطينيين. وتعتبر الولايات المتحدة شريكًا رئيسيًا في توفير التسليح والدعم السياسي لإسرائيل، مما يمكنها من ممارسة العنف والقتل والتهجير القسري للفلسطينيين وبذلك اصبحت شريكة في كل جرائم اسرائيل.
ان قطاع غزة يعاني من حصار مفروض من قبل إسرائيل منذ سنوات عديدة، ونتيجة لذلك، يعيش السكان في ظروف صعبة ومأساوية.
والقصف المستمر والعمليات العسكرية التي تشنها إسرائيل تتسبب في سقوط ضحايا بين الأطفال والنساء بشكل متكرر ومع ذلك، فإن تواصل الدعم الأمريكي لإسرائيل يجعل بلادك شريكًا فاعلا في هذه الجرائم ضد الإنسانية.
لم يعد ممكنًا تجاهل الواقع المرير والمعاناة التي يعيشها الفلسطينيون في غزة، وهو ما يعكس سوء تصرف بلادك في دعم الاحتلال الإسرائيلي وتبرير أفعاله. على الرغم من وجود مئات القرارات الدولية التي تدين إسرائيل وتطالب بوقف الاحتلال والعدوان، إلا أن الدعم الأمريكي مستمر، مما يعزز الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة ويزيد من حجم الدمار والمعاناة في غزة.
يتعين على الولايات المتحدة أن تتحمل المسؤولية الأخلاقية والقانونية عن هذه الجرائم ضد الإنسانية، وأن تعمل على وقف دعمها العسكري والسياسي لإسرائيل. يجب أن تلتزم بمبادئ حقوق الإنسان والعدالة الدولية وتعمل على إنهاء الحصار الجائر على قطاع غزة وتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة.
عزيزي السيد ستيفن فاجن .. أعتقد أنه في ظل الدور الذي تلعبه بلادك في القضية الفلسطينية، يجب أن تكون لديك الشجاعة الكافية للتصدي لهذه الانتهاكات والدعوة إلى حماية حقوق الإنسان والكرامة الإنسانية في غزة واقل تقدير في اليمن الذي انت سفيرا بها
وأخيرًا، يجب أن نتذكر أن حقوق الإنسان ليست قابلة للتفاوض ولا تعترض عليها الأجندات السياسية. يجب أن نعمل معًا لإنهاء القتل والتشريد والاحتلال وتحقيق السلام العادل والمستدام في الشرق الأوسط.
في النهاية، أود أن أشدد على أن السياسات الأمريكية في اليمن وفي العديد من البلدان الأخرى تساهم في تفاقم التوترات والصراعات والإرهاب. يجب على الولايات المتحدة أن تعترف بمسؤوليتها وتعمل على تغيير هذه السياسات الخاطئة والتوقف عن دعم الجماعات القمعية والمتطرفة والتي تنتهك حقوق الإنسان وتهدد الاستقرار العالمي والنقيض لذلك انها تدعو للسلام .. عجبا.
شكرًا لك على وقتك واهتمامك، وآمل أن تأخذ هذه الرسالة في الاعتبار فنحن نحب الشعب الامريكي ونامل ان تعمل على تغيير السياسات الأمريكية المدمرة في اليمن او الابتعاد عنها و البقاء في الكنسية لطلب الاستغفار من الرب.