منبر حر لكل اليمنيين

الشعوب وعدالة القضايا الإنسان جوهر الحياة

49

تدرك الشعوب تمام الإدراك وهي تتظاهر ضد الابادة الجماعية والوحشية الصهيونية، وكذلك حين تقف أمام بوابات شركات بيع الأسلحة، لأنها تضع نفسها مكان الشعب الفلسطيني، وتعي جيدا أن الدور سيأتي عليها في أي لحظة طالما بقي تجار السلاح والشركات المصنعة، وبقي على رأس السلطة أصحاب الأجندة الخبيثة والسياسات التي لا تعبأ بالإنسان كمحور وجوهر الحياة؛ وعليه يجب ألا يتعرض لأي أذى.

ما تقوم به دولة الكيان الصهيوني اليوم يضاهي كل الحروب البشعة وعمليات الإبادة والتهجير التي وقعت لكثير من السكان الأصليين في مختلف قارات العالم، وتعيد إلى الأذهان بهذه الممارسات مراحل تاريخية بشعة في أوروبا أثناء الصراعات وفي آسيا وأمريكا.

بمعنى أن الإنسان وهو في ذروة النهضة والاكتشافات التقنية والعلوم والتطور والسباق على النجاح والتفوق، إلا أن لا يزال يمارس العدالة بصور مجتزأة ويكيل بمكيالين، ويمارس الديمقراطية وحقوق الإنسان بصور ملتوية ومخجلة، كما يحدث في الحرب على غزة التي أظهرت بشاعة دولة الاحتلال ومن ورائها أمريكا وبريطانيا وفرنسا والمانيا.

ومع ذلك كله فقد أظهرت الشعوب الحية من خلال وقفاتها في لندن وأمريكا واستراليا وغيرها من الدول مدى وعيها بضرورة العدالة، رافضة استخدام هذه القضايا والأحداث لتنفيذ أجندة سياسية وعسكرية واقتصادية، والسعي وراء المصالح والمكاسب على حساب الحقيقة والقضايا العادلة التي تهم الإنسان.

عزاؤنا في كل من كشف عن حقيقته وصورته الزائفة خاصة القوى الكبرى، أما شهداء فلسطين من أبناء غزة ستظل أرواحهم تطارد القتلة والمتعاونين والمتخاذلين ومن بيدهم القرار واللعبة ولم يحركوا ساكنا سوى في الاتجاه السلبي.

لقد سقط المجتمع الدولي في فخ الازدواجية في التقييم والمعايير ومن ورائه المؤسسات الرسمية التي تعني بالإنسان، الأمم المتحددة ومجلس الأمن وكثير من المنظمات والهيئات والشخصيات البارزة التي كان يجب أن تكون حاضرة من حملة جائزة ونوبل وغيرهم.

مشاهد كثيرة كانت مؤلمة ولا تزال بعد سقوط ما يقارب ال12 ألف شهيد، وتحويل جزء من القطاع إلى أرض محروقة، وضرب المستشفيات والمدارس والمسعفين والصحفيين، وعمال الاغاثة، ومع ذلك لا يزال هناك من يحاول التخفي وراء هذه الجرائم وكأن الأمر لا يعنيه.

وهنا يمكن الجزم أنه لا يوجد أدنى شك أن أذرع الصهيونية العالمية ممتدة إلى كل جغرافيا لكنها لا يمكن لها ايقاف أصوات الشعوب الحية التي خرجت تنادي “فلسطينا” وبكل اللغات.

تعليقات