منبر حر لكل اليمنيين

إيسلندا.. أنباء عن ثوران بركاني محتمل يهدد مدينة غريندافيك

43

تواجه مدينة أيسلندية قرب العاصمة ريكيافيك يقطنها نحو 4000 نسمة خطر التعرض لأضرار جسيمة بسبب بركان من المتوقع أن يثور خلال ساعات أو أيام قليلة.

وجرى إخلاء مدينة غريندافيك الساحلية (جنوب غرب) في وقت مبكر السبت بعد أن تسببت حركة الصهارة تحت القشرة الأرضية في مئات الزلازل، ما قد يكون مقدمة لثوران بركاني.

وقال رئيس الحماية المدنية وإدارة الطوارئ في أيسلندا فيدير رينيسون لوكالة فرانس برس السبت “نحن قلقون للغاية بشأن جميع المنازل والبنى التحتية في المنطقة”.

تقع غريندافيك على بعد حوالى 40 كيلومتراً جنوب غرب العاصمة ريكيافيك، وهي قريبة من محطة سفارتسينجي للطاقة الحرارية الأرضية، وتعد المورد الرئيسي للكهرباء والمياه لثلاثين ألف شخص من سكان شبه جزيرة ريكيانيس.

كما تقع البلدة بالقرب من منتجع بلو لاغون الحراري الأرضي، وهو مقصد سياحي شهير جرى إغلاقه موقتاً في وقت سابق من هذا الأسبوع كإجراء احترازي.

وقال رينيسون “الصهارة الآن على عمق ضحل للغاية، لذلك نتوقع ثوراناً في غضون ساعات قليلة على أقرب تقدير، ولكن على الأقل في غضون بضعة أيام”.

ويتمثل السيناريو الأكثر ترجيحاً في فتح شق في الأرض بالقرب من غريندافيك.

وأوضح رينيسون “هناك صدع يمتد على حوالى 15 كيلومترا، وفي أي مكان في هذا الشق يمكننا أن نرى أنه يمكن أن يحدث ثوران”، من دون أن يستبعد احتمال حدوث ثوران في قاع المحيط، ما من شأنه أن يسبب على الأرجح سحابة من الرماد الكثيف.

وأدت الزلازل والاضطرابات الأرضية الناجمة عن تسرب الصهارة في ما مضى إلى إتلاف الطرق والمباني في غريندافيك ومحيطها.

كما مزّق صدع كبير المساحات الخضراء في ملعب الغولف بالمدينة، وهي صورة جرى تداولها على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي.

وأعلنت أيسلندا، التي تضم 33 نظاماً بركانياً نشطاً، حالة الطوارئ وأمرت بالإخلاء الإلزامي لغريندافيك في وقت مبكر السبت. وقد افتُتحت ملاجئ الطوارئ ومراكز المساعدة في بلدات مجاورة عدة.

– تدفق “غير مسبوق” للصهارة –

وبعد ملاحظة تراكم الصهارة لأيام عدة على عمق حوالى خمسة كيلومترات تحت سطح الأرض، لاحظ مكتب الأرصاد الجوية الأيسلندي في وقت متأخر الجمعة أنها بدأت في الارتفاع عمودياً نحو القشرة الأرضية.

وقالت منسقة المخاطر البركانية في مكتب الأرصاد الجوية الأيسلندي سارة بارسوتي لوكالة فرانس برس عصر السبت، إن “هذا التسرب للصهارة هدأ ويُقّدر أقصى عمق له بـ800 متر تحت السطح”.

وأضافت “ما نشهده حالياً حدث غير مسبوق. نتحدث عن سرعات أو أحجام أو معدلات للتدفق (للصهارة) أعلى بكثير مما رأيناه في شبه الجزيرة حتى الآن”.

وحدثت ثلاثة ثورانات بالقرب من فاغرادالسفيال في شبه جزيرة ريكيانيس، في آذار/مارس 2021، وآب/أغسطس 2022، وتموز/يوليو 2023.

وقالت بارسوتي إن قشرة الأرض تصدعت بشدة خلال السنوات الثلاث الماضية بسبب حالات الثوران هذه لدرجة أن السوائل المنصهرة تمكنت من إيجاد طريقها للخروج بسرعة أكبر.

ويقدّر علماء البراكين أن هذه الدورة الجديدة من النشاط المتزايد يمكن أن تستمر لعقود أو حتى قرون.

تقع أيسلندا في شمال المحيط الأطلسي، وتمتد على سلسلة جبال عند حيد وسط المحيط الأطلسي، وهو شق في قاع المحيط يفصل بين الصفيحتين التكتونيتين الأوراسية والأميركية الشمالية.

وفي نيسان/إبريل 2010، أدى ثوران هائل لبركان أيسلندي آخر، إيافيالايوكول، في جنوب الجزيرة، إلى إلغاء نحو 100 ألف رحلة جوية، ما عطّل حركة أكثر من 10 ملايين مسافر.

تعليقات