منبر حر لكل اليمنيين

الحركة الصهيونية والحركة الحوثية.. جحران في لباس؟!

39

تزايد جماعة الحوثي الانقلابية بما تتعرض له غزة في هذه الفترة من الاحتلال الصهيوني على الرغم من أنها أساسا، في مجمل نشاطها الداخلي باليمن، تبدو وبشكل واضح، حركة دينية مسلحة رديفة تماما لحركة بني صهيون.

وأما مقارنة الشبه بين الحركتين بسيط:

تسعى إسرائيل من خلال أعمالها الوحشية لاجتثاث الشعب الفلسطيني العربي في سبيل إحلال “شعب الله المختار” بديلا عنهم في رقعة الأرض المتنازع عليها منذ نشوء فكرة الدولة الدينية اليهودية.

وفي المقابل أيضا تسعى جماعة الحوثي بكل ما أوتي لها من قوة، لاجتثاث وجود الشعب اليمني الجمهوري من خلال سحق هويته اليمنية الأصيلة، على حساب تعزيز الهوية الإيمانية في مختلف أنشطتها اليومية، في سبيل نفس الهدف الاستحواذي لإحلال “شعب النطفة المقدسة” على الأرض المتنازع عليها، بدلا عن الشعب اليمني.

الحوثيون والصهاينة “جحران في لباس” على أية حال وعايشين على نفس الفكرة الاستحواذية الخطيرة.

الأولون مثلا يقولون إن وجودهم في الحكم “اختيار إلهي” ما بينه أي سفاط، والثانيين مثلهم، يقولون مثلهم إنهم “شعب الله المختار”!

والواضح أن الشعبين اليمني والفلسطيني واقعين معا نفس المحنة المصيرية على أية حال.

فلا الصهاينة جادين في الكلام عن السلام المطروح، ولا الحوثيين جادين في نفس الموضوع، ذلك لأن كلا الطرفين لديهما نفس المعتقد في الميدان السياسي مع الاختلاف في التراتيل الدينية فقط.

لو كان الصهاينة في إسرائيل حق سلام حقيقي وحق تعايش مع الفلسطينيين إن ذلك قد تم زمان من خلال اتفاقيات سلام وارسو وشرم الشيخ وواي ريفر 1 وواي ريفر 2 و…و…و… الخ.

والأمر مثله تماما مع الحوثيين..

يعني لو كانوا حق سلام حقيقي وحق تعايش مع الشعب اليمني، كانوا سيظهرون حسن النوايا في كثير من اتفاقيات السلام التي جرت معهم لمرات كثر منذ اندلاع شرارة الحرب الدائرة في اليمن وحتى هذه اللحظة التي جددوا فيها إشعال الجبهات في مأرب وتعز خلال الأيام الفائتة على الرغم من ذهابهم إلى المملكة (العربية السعودية) مؤخرا لبحث مسألة إيقاف الحرب!

باختصار:

السلام مع الحوثيين والسلام مع الصهاينة كله كلام فاضي وتخدير سياسي للشعوب مش أكثر.

*من صفحة الكاتب على الفيسبوك

تعليقات