منبر حر لكل اليمنيين

بيني وبينك أنني شجرُ البلادِ وأنت ريحْ

40

بيني وبينك
أنني شجرُ البلادِ
وأنت ريحْ
أنا صخرةٌ مأهولةٌ بالذكرياتِ
وأنتَ ذاكرةُ الصفيحْ
وأنا الحقولُ قصائدٌ أبدعتها
ونثرتها فوقَ الجبالِ
فأينعتْ حبًا
وصاهرتِ الغيومَ
ولمْ تفكر بالنزولِ
فكيفَ تحلمُ أن تطيحْ؟
يا أيها الحطابُ
لو تدري السنابلُ
كم بصدركَ
من جحيمِ القحطِ
يوشكُ أن يسيحْ!
وهي التي
لما تقاذفك الفنا
ملأتْ سِلالكَ طيبةً
وأرقتْ وجهكَ بالمديحْ
بيني وبينكَ
أنني وردٌ يفوحُ
وأنتَ “شيحْ”
وبأنكَ الخشب الصليبُ
وأنني القلبُ المسيحْ
هذي البلادُ نبيةٌ
نفضتْ غبارَ سباتها
وهي التي كمْ دبَّ جدبٌ في الكلامِ
وبرقُ حكمتها فصيحْ!
دعني أقول الآن:
إنك لستَ تُشبهها
فوجهكَ عتمةٌ تندى
ووجهُ حبيبتي صبحٌ مليحْ
أنا مثلها لا أنتَ
فاحمل ما تبقى
من حقائبكَ المليئةِ بالردى
كي نستريحْ
بيني وبينكَ
أننا ضدان
ضاقَ بنا المكان
وكان كالدنيا فسيحْ
هذي البلادُ تخصني
وتقول: إني كالحياةِ
وأنتَ أضيقُ من ضريحْ..

تعليقات