الحوثي والاستثمار الرخيص لقضية فلسطين!
صنعاء تُشارك في الحرب. هذه بطولة حمقاء؛ تهدف للتحرّش بالعدو؛ كي تكتسبَ سلطة السلالة شرعية جديدة. هي لعبة مكشوفة، سبق أن استهلكتها أنظمة قبلكم. لا شرعية لكم إلا ما تأتيكم من اليمنيّ في الداخل. واليمنيون مقهورون منكم. لا شرعية حتى يرضى اليمني ولن يرضَى، حتى تتخلوا عن حكمه بالقوّة والقسر. هذه معادلة غير قابلة للتحايل. أنتم تغتصبون عاصمة اليمنيين وتُصادرون إرادة الناس؛ تمامًا كما يغتصب الكيان الأرض ويـُلغي وجود شعبها.
نعيشُ في صنعاء خائفين كما هم أبناء القطاع لا يوجد فرق كبير. لو أنّكم متضامنون بنزاهة مع المظلومين هناك؛ كان يُفترض أن تدفعكم الأحداث لتسريع تصالحكم مع اليمنيين. لكنكم لن تفعلوا. وهذا ما يمنحنا الحق لتجريدكم من أيّ بطولة تحاولون تلبُّسها. أنتم غير مؤهلين أخلاقيًّا للتضامن المشرِّف وعليكم أن تتأملوا أنفسكم جيداً؛ كي تجدوا الجواب.
أحد صور الانحطاط الأخلاقي، هو استخدام قضية عادلة لشرعنة سلطة ظالمة، تضامن الحوثي مع فلسطين، نموذج لهذا الاستثمار الرخيص، هذا الانفصام القيمي يجب أن ينتهي، تعرية سلوك الحوثي وتبيين تناقضه، هو حراسة لنزاهة القضية الفلسطينية. حراسة لقيمة العدالة من التناقض، دفاع عن الإرادة الحرة ضد كل سلطة مغتصبة. هنا أو هناك. الإنسان هو الإنسان في كلّ زمان ومكان.
الكيانات التابعة لفارس؛ هي سبب مركزي إضافي للوهن العربي وبما يعزز قوة الكيان في حربه الوجودية مع العرب. تظلّ فارس خصما حضاريا للقومية العربية. لا ترغب إيران أن ترى الشعوب العربية قوية، هذا أمر يجردها من إحدى راياتها ويضعف مشروعيتها. لا تُطلّ إيران برأسها؛ إلا على أنقاض بغداد وبيروت ودمشق وصنعاء. حتى في أكثر لحظاتكم قهرًا، لا تدعوا سلطة مشبوهة أن تتصدر لتمثيل عواطفكم. كافحوا تجار القضايا في كل مكان وبشكل متزامن.
لا بأس أن تتضامنوا مع القضية وبشكل مهذب، على أن تفعلوا ذلك كيمنيين، بشكل عفوي وصادق ودونما عنتريات تحشر بلادنا في حرب لا يوجد قرار جمعي بشأنها. لكم أن تتضامنوا كيمنيين وليس كذراع ينفذ أوامر خارجية ويحاول بناء مجد جماعته على أنقاض بلادنا.
صنعاء لا ينقصها صاروخ يا بتوع محور الممانعة.
#افتحوا_معبر_الحوبان.
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك