لقد حان تقديم معين عبد الملك إلى القضاء
لم تمرّ لحظة هوان في تاريخ الحكومة اليمنية كما هو حالها مع معين عبد الملك فلا أبالغ إذا قلت إنّه العار الأكبر في تاريخ اليمن فلا ندري أي لحظة سهو دفعت به للواجهة ،رخو الشخصية ، يجيد الكذب لا أحد يُطالبه بشيء سوى أن يرتقي إلى مستوى الحدث ، إنّه مصاب بجوع تاريخي جعله لا يميز بين ما هو سيادي للدول وما هو بيع لأصولها ، يعتقد أن ما يمارسه من فساد حصافة سياسية ودبلوماسية لتأمين مصالحه ، إنه رجل لم تُلامس نفسه أي نزعة حرية .
باسندوة ، خالد بحاح ، أحمد عبيد بن دغر ، لم يحدث أن مرّ على الحكومة رئيس بهذه الصفات، بهذا الفساد القاتل والاستعداد لبيع كل شيء ، للحفاظ على موقعه، كما يبدو عليه معين عبد الملك .
موقف واحد بلغة حازمة من رئيس مجلس القيادة أو من أحد أعضاء المجلس يمكنه إيقاف الفراغ الذي تمر به البلاد لكن صمتهم عجيب وكأنه لا يعنيهم أن تكون هناك حكومة وسلك دبلوماسي فاعل يحفظ لليمن دورها الإقليمي والدولي قابل للتعويض عما أحدثه الانقلاب ، كان بمقدور رئيس مجلس القيادة أن يشكل حكومة إعمار وتنمية لن يخسر شيئًا؛ بقدر ما سيتمكن من تخفيف الأعباء عن المواطنين وسيحقق السلام وسيحفظ آلاف الأرواح ، لكنه لم يفعل ولن يفعل .
ما يحدث من قبل مجلس القيادة لم يعد مجرد تحفظات مفهومة، ولا خذلان مرير لشعب يتعرض لإفقار وتجويع، بل إهانة مع سبق الإصرار والترصد.
نحن نعلم أن هناك من يريد بقاء فاسد مثل معين عبد الملك ممثلا لشعب كبير مثل الشعب اليمني الذي يعد الجذع الأساسي لمنطقة الجزيرة والخليج ، ولطالما ظل الحس القومي صفة حاضرة للشعب اليمني وسمة بارزة للشخصية اليمنية على امتداد التاريخ الحديث والقديم وها هو معين جيء به ليلطخ هذه الشخصية ويقدمها بصورة التابع الذليل .
والسؤال الذي يطرح نفسه هل يقبل أي سعودي أو إماراتي ما يقبله معين والكتبة حقه على اليمن ، أظنّ لا لأن مسؤولي هذه الدول ومواطنيها لا يفرطون بسيادة بلدانهم ، وكنت أعتقد بعد أن فاحت روائح فساده سيمنحه ذلك ولو قسطا ضئيلا من الشجاعة ، كي يُصدر موقفا ينال احترام الناس عليه ويقدم اعتذاره للشعب اليمني ، لكنه ذهب لملاحقة من عروا فساده واستخدم السلطة والمال العام في إيذائهم .
إلى مجلس القيادة المحترم ، لدى اليمني شعور مرير بأنّه مستباح والصورة التي يعكسها معين وحكومته عن اليمن مؤذية للشعب اليمني ، هذا الرجل جريمة بحق اليمني المعتز بنفسه ، فهو يمنح اليمنيين رمزية مخجلة ويشوه ميراث قرون من القيم الراسخة لدى اليمنيين ، حيث الاعتزاز بالنفس والاعتزاز بالوطن والفخر بالاستقلالية ، إنها جينات يتوارثها اليمنيون على امتداد التاريخ ، حتى جاء معين ولم يجدوا شيئًا مما ورثوه ، فلقد حان تقديم هذا الفاسد إلى القضاء .