إلى ما دون البصيرة وهو يُباغتُني بليلٍ كثيف
يموتُ ولا يدري ويلقى مَنونَهُ
مَنِ افتقدَ الرؤيا وجافا عيونَهُ
يعيشُ على شطِّ احتمالاتِهِ كمَن
يحاولُ أن ينجو ولا شيءَ دونَهُ
يُناطُ بهِ حِملُ البطولاتِ إنّما
عليهِ بأن يعتادَ فيها جنونَهُ
أنا ذلكَ المُلقَى وراءَ ابتِسامتي
ولستُ بمَن يُبدي كثيراً شجونَهُ
تمازجتِ الألوانُ حتى غدا الدُجى
صديقي وكم ألقى عليَّ جفونَهُ
ستُدركُ ريحٌ أفلتتْ من عِراكِها
معَ التيهِ أنْ لا شيءَ إلا فنونَهُ
وماذا جرى ؟ يا لمحةَ الفقدِ خفِّفي
حديثكِ عن شادٍ تَعدَّى لُحونَهُ
يقيني بإذنِ اللهِ أجرتْهُ دمعةٌ
بها إنَّ بعضَ الأثمِ يَنسى ظنونَهُ
وتختلفُ الأحزانُ إلا قصيدةٌ
بها هامشُ التأويلِ يُلغِي متونَهُ
على قدَرِ الشكوى ، فكيفَ إذا اشتكى
فتىً عينُهُ تؤذيهِ كي لا تَخونَهُ
فتىً عينُهُ في السرِّ تحتالُ كي ترى
حِراكَ الفتى في وجهِهِ لا سكونَهُ
إلهي لقد شبَّ القذى فاستفزَّني
وما ثمَّ إلا الليلُ يُبدي قرونَهُ
فخُذْ بيدي والطُفْ بأنفاس أعزلٍ
يرى كافةَ الأشياءِ إلا عيونَهُ
أُعلِّقُ آمالي بكافِ تعثَّرتْ
فمَدَّ لها ذو الحمدِ والشكرِ نونَهُ