منبر حر لكل اليمنيين

حبي بعيدٌ عنكِ يا عيني

22

تتسارع الأوتار والآهات في
قلبي، وتَكويني إذا لم أنزِفِ

حبي بعيدٌ عنكِ يا عيني ويا
قلبي الذي بسوى الهوى لم يُعرَفِ

أشتاقها، أهفو لِهمسِ حديثِها
لعنادها، ولصمتِها والمعطفِ

وكأنني وكأنها في عالمٍ
متفاخرٍ بزمانه المُتخلّفِ

مُتجمدٌ بَصَري، وحولي رهبةٌ
نحوي تَسيرُ كأنها ليَ تَقتَفي

والنايُ شقَّ جدارَ رُوحي عازفاً
لحناً إذا جَنَّ الدُّجى لم يُعزَفِ

والبحرُ يعتنقُ المحيطَ، عليهما
بَجَعٌ تحلقُ في فراغٍ مُنطَفِي

وضجيجُ أفواجٍ من الإنسان في
زمنٍ من العثراتِ لم يتكشَّفِ

والريحُ تلتحفُ الرمالَ ولا ترى
إلا الدماءَ على جدالٍ فَلسَفي

حُمّى وأجنحةٌ تُنتِّفُ ريشَها
ريحٌ تَهيجُ وظُلمةٌ لا تَشتَفي

وأكادُ أُدركُ ما أكونُ، ولا أعِي
أَني الغُبارُ على جدارِ المُتحفِ

يا طائرَ الضوءِ انهَمِر كقصيدةٍ
قبل انهمارِ الثلجِ لم تَتَعجرفِ

مَن لي بها فَحنينها متطرفٌ
ومشاعري وُلِدَت بغير تَطرُّفِ

يمضي بنا الترحال وهي قريبةٌ
مني، ومن لحني تُطل وأحرفي

ما أروع الشوقَ المُجنحَ حينما
يَسخو بعودتِهِ إلى الخِلِّ الوَفي

مِن وَجهِ فاتنةٍ وضحكتها ومن
عِطرٍ يَفوحُ مِن الجمالِ المُسرِفِ

يا أيها الحبُّ المُضمخُ في دمي
زِدني عذاباً بالحنينِ وأَسعِفِ

حسبي بأني في هواها صادقٌ
ومصدِّقٌ، وبأن حزني يوسفي

مهما يكن بُعدُ المسافةِ بيننا
لا بُدَّ مِن يَومٍ نُسَرُّ ونَحتَفي

تعليقات