منبر حر لكل اليمنيين

طوفان الأقصى وضع حقائق هامة أمام العالم

27

تعتبر عملية “طوفان الأقصى” التي قام بها المقاومون الفلسطينيون في قطاع غزة من عمليات المقاومة ذات المستوى العالي والمدهش.

لقد دفع الاحتلال الإسرائيلي ثمناً باهظاً في هذه العملية، وعلى الرغم من ذلك، فإنها ليست حرب تحرير و غزة، التي تواجه نقصاً حاداً في الكهرباء، قادرة على إلحاق الأذى بالاحتلال من خلال عمليات المقاومة، لكنها ليست دولة عظمى، بل هي شعب يتصدى لكل هجمة إسرائيلية بروح الموت.

وفي حالة عدم اهتمام الدول العربية أو تبنيها للتفاوض، فإن معسكر المقاومة يتجاهل أيضاً مثل معسكر السلام. فكل الأطراف تتبع نفس النهج، فالمقاومة ليست للتحرير وإنما للحصول على نفوذ وورقة سياسية.

وبالتالي، فإن الجميع يتبعون نفس النهج على الرغم من الاختلاف في التصريحات. بالإضافة إلى ذلك، فإن الدول التي تؤمن بالتفاوض أكثر صدقاً لأنها لا تستخدم التضليل والثورية لأغراض سياسية.

بعد الفرح الذي أعطاه قطاع غزة وأبطاله لكل من يسعى للعدالة والانتصار للحق، يجب علينا التأكيد جميعاً أن غزة ليست وحدها في مواجهة جرائم الاحتلال التي لم تتوقف على أراضيها لعقود.

نعم، ترتفع الأصوات رغم تواضع إمكاناتنا مقارنة بعظمة ما يقومون به لنقول بصوت واحد: غزة لست وحدك، نحن معك بكل حب وانتماء و لا يمكن لأي شخص يسعى للعدالة إلا أن يفرح بطوفان الأقصى، لنكون لنا جميعاً طوفان فرح، وطوفان أمل في الخروج من حالة الخذلان التي تعانينا منها على مر السنين، وطوفان يكشف هشاشة الرواية التي اختبأت وراءها إسرائيل لعقود بتصريحات عن قوة وجيش من أقوى جيوش العالم.

هذا الطوفان يكشف هذه الروايات ويظهر الحقيقة بشكل حقيقي وواقعي و إن هذا الطوفان يضع حقائق هامة أمام العالم بأن الحق الفلسطيني وراءه مطالبين سيحققونه في وقت ما، بفضل إصرارهم وعزيمتهم وحبهم لوطنهم و هذه العملية المقاومة تعزز الإرادة الفلسطينية وتعطي الأمل للشعب الفلسطيني في استعادة حقوقه المشروعة.

علينا جميعاً أن نواصل دعم الشعب الفلسطيني ونصرته في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي و نحن جميعاً مسؤولون عن تعزيز الحق ونشر العدل، وعلينا أن نرفع أصواتنا وندافع عن حقوق الفلسطينيين، سواء في غزة أو الضفة الغربية أو القدس الشرقية المحتلة.

ليكن عملية “طوفان الأقصى” دفعة معنوية للشعب الفلسطيني، ولتكن بداية لحركة عالمية لتحقيق العدالة والحرية لفلسطين.

فالقضية الفلسطينية ليست مجرد قضية فلسطينية، بل هي قضية إنسانية تتطلب تضامن ودعم العالم أجمع.

لقد عانى الشعب الفلسطيني لمدة تقرب من قرن من الإرهاب والاضطهاد والتهجير والقهر والإبادة الوحشية على يد المحتل الغاصب، الذي يتجاهل القوانين الدولية وحقوق الإنسان ويحظى بدعم عالمي استقوائي وفاشي ذي معايير مزدوجة.

ومع ذلك، يستمر الشعب الفلسطيني في الصمود والتمسك بأرضه رغم خطر القصف الصهيوني الوحشي، مما يعكس أروع أمثلة البطولة. ويضع العالم الصامت المتخاذل أو المؤيد لهذه الجرائم في مأزق إنساني وأخلاقي كبير، ويكشف عن نفاقه وافتعاله لمفهوم الإنسانية.

و تعد العمليات الحالية للمقاومة جزءًا جديدًا من سلسلة نضال الشعب الفلسطيني ضد إرهاب الكيان الصهيوني المحتل، وجزء صغير من رد فعلهم التاريخي البشع على المقدسات والأرض والشعب الفلسطيني، بلغة القوة التي لا يفهمها الصهاينة إلا هم.

لن تتمكن الأنظمة الأمريكية والغربية من خداع الشعوب الإسلامية والعربية بعد أن تم كشف قناع إنسانيتها الكاذبة وتسامحها المزعوم، وبعد أن تم الكشف عن كراهيتها لهم ورغبتها في إفشالهم وتفريقهم من خلال مواقفها الأخيرة ضد القضية الفلسطينية العادلة.

من خلال أحداث فلسطين الجارية، يظهر حجم التزوير والتضليل والقمع الإلكتروني الذي تمارسه منصات التواصل الاجتماعي ضد المستخدمين الذين ينتقدون اعتداءات دولة الاحتلال على شعب فلسطين المكلوم، مما يساعد في تبرير ادعاءاتها الزائفة بشأن مهنيتها واستقلاليتها وحمايتها لحق الشعوب في حرية التعبير. ويجب على الشعوب العربية والإسلامية عدم ترك إخوتهم من أبناء الشعب الفلسطيني وحدهم، وأن يقدموا لهم الدعم والمساندة بقدر استطاعتهم وموقعهم وتأثيرهم.

تعليقات