نسقت مع إسرائيل بشأن تدخلها في غزة.. الكشف عن تضحية إيران ب “الحوثيين والحشد الشعبي وسورية” مقابل الحفاظ على حزب الله
كشفت مصادر إعلامية مقربة من حزب الله اللبناني، عن معلومات وصفتها بالسرية والخطيرة بشأن موقف إيران من الحرب في قطاع غزة بفلسطين المحتلة.
ووفقا للمصادر، فإن قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الجنرال إسماعيل قاآني، قام بزيارتين سريتين إلى سورية خلال الفترة من 13 إلى 15 أكتوبر الجاري، للترتيب بشأن أي دور إيراني فيما يتعلق بالحرب في غزة.
وذكرت المصادر، بأن إيران تريد المحافظة على “حزب الله” اللبناني، من أي هجمات ومواجهة مع إسرائيل، حيث جاءت زيارة وزير خارجية إيراني أمير عبداللهيان إلى لبنان الأخيرة تصب في هذا الاتجاه، مؤكدة أن إيران تسعى لتجميل صورتها إقليميا وإسلاميا بشأن موقفها من الحرب في غزة من خلال التضحية بسورية وجماعة الحوثي في اليمن، في حال لزم الأمر.
وأكدت بأن قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، الجنرال إسماعيل قاآني، خلال زيارتيه السرية لسوريا هدفت لرفع حالة التأهب القصوى لحلفاء إيران في سوريا، وإنشاء غرفة عمليات مشتركة لحلفاء إيران في كل من سوريا والعراق لمراقبة الوضع الحالي وتنسيق نشر القوات.
وكشف خبير عسكري إيراني مقرب من الحرس الثوري الإيراني، وبالتحديد فيلق القدس، أن قاآني زار سوريا بعد يومين من هجوم حماس على إسرائيل، ثم عاد إلى طهران لإعداد تقرير خامنئي.
وأضاف المصدر نفسه أن قاآني عاد إلى سوريا مرة أخرى يوم 15 تشرين الأول 2023 وأنشأ غرفة عمليات لإحكام التنسيق بين الحلفاء، ومن شأن هذه الغرفة اتخاذ القرارات في الأوقات الصعبة أو الخطرة، لأنها تحت إدارة ضباط من الحرس الثوري في المقام الأول.
وأشار المصدر ذاته إلى أن الزيارة الثانية لقاآني هدفها التأكد من جهوزية الحلفاء في سوريا في حال تطور الأمر وشنت إسرائيل غزوا بريا داخل غزة، كما أشرف قاآني بنفسه على عدد من تدريبات لواءي “فاطميون وزينبيون” اللذين تم وضعهما في حالة التأهب القصوى.
لم تقتصر رحلة قائد فيلق القدس إسماعيل قاآني على سوريا فقط، ولكنه سافر إلى بغداد للقاء قادة الفصائل المسلحة الشيعية العراقية المتحالفة مع إيران، حسب ما كشف قياديا في فصيل سيد الشهداء الشيعي المدعوم من إيران.
ووفقا للقيادي العراقي فإن قاآني وصل إلى بغداد يوم 16 أكتوبر/ تشرين الأول، وأطلعهم على آخر التطورات فيما يخص تدخل محور المقاومة في حرب غزة، وكيفية التنسيق بين المجموعات داخل المحور، والعديد من الأمور اللوجستيكية.
وبحسب المصدر من كتائب سيد الشهداء في العراق الموالية لإيران، فإن الخطط الأخيرة لاحتمال التدخل من قبل الفصائل الشيعية والموالية لإيران في العراق واليمن في الحرب على غزة، من خلال تنفيذ هجمات ضد أهداف الدول الموالية لإسرائيل.
ونقلت وسائل الإعلام اللبنانية، عن مسؤول استخباراتي إيراني مقرب من الحرس الثوري والقيادة العليا، إنه “في حالة التصعيد سيكون من الجهة السورية وليس من لبنان؛ حفاظا على حزب الله”.
وأضاف المتحدث أن “التصعيد من ناحية حزب الله سيجر لبنان بأكمله إلى الحرب، وهذا ما لا يريده حزب الله ولا إيران، لأن طهران تريد الحفاظ على البنية التحتية العسكرية لحزب الله لأطول وقت ممكن”.
مصدر مقرب من فيلق القدس أكد حديث المسؤول الاستخباراتي قائلا، إن “إيران لا تريد المخاطرة بحزب الله الآن، على الرغم من أن قدرات حزب الله العسكرية الحالية ستكون فعالة للغاية في تكبيد الإسرائيليين خسائر فادحة”.
ووفقا للمصدر، فإن جرت التضحية بجماعة الحوثي في اليمن والحشد الشعبي في العراق، إلى جانب استخدام مواقع الأذرع الإيرانية في سورية في شن الهجمات المساندة لغزة في حال تطلب الأمر، فيما سيتم تجنيب حزب الله اللبناني أي مخاطر، وذلك بالاتفاق غير مباشر مع جماعات يهودية داخل إسرائيل مع أطراف إيرانية، مؤكدة أن تلك الهجمات ستكون بالتنسيق مع الجانب الإسرائيلي لتحسين صورة إيران إقليميا وإسلاميا لتبقى لها مكانية مهمة في تلك الأوساط.
وكشفت المصادر عن تنسيق بين إيران والسعودية بالنسبة لمشاركة جماعة الحوثي في الحرب ضد إسرائيل عبر العراق وسوريا، ما دفع السعودية لإعادة رحلات الطيران من مطار صنعاء الدولي إلى عمان بالأردن ورفعها إلى ست رحلات بدل رحلتين بالأسبوع وذلك لنقل مقاتلين من الجماعة إلى الأردن ومنها إلى العراق ومنه إلى سوريا.
كما أوعزت إيران إلى أذرعها في العراق واليمن، لتنفيذ هجمات ضد المصالح الأمريكية والإسرائيلية في البحر الأحمر والمنطقة، الأمر الذي سيقود الدولتين لضرب كيانات إيران في كلتا الدولتين خدمة للسعودية التي كانت واقعة تحت تهديد تلك الجماعتين اللتين ضحت بهما إيران لصالح السعودية وأمريكا وإسرائيل، وخدمة للاتفاق مع السعودية.
وأشارت المصادر الإعلامية اللبنانية إلى تهديدات جماعة الحوثي المدعومة من إيران، إسرائيل والولايات المتحدة بشن هجمات على المصالح الأمريكية في حال تقديم واشنطن الدعم لتل أبيب في حربها ضد قطاع غزة.
ونقلت الوسائل عن قيادي في فصيل مسلح شيعي عراقي: “سيكون لفصائل العراق دور كبير في حال تكثيف الحرب على غزة، نحن بصدد إعادة انتشار وتمركز لمقاتلين من اليمن والعراق على طول الحدود العراقية- السورية”.
وبحسب الوسائل ذاتها، فإن فصائل المقاومة في العراق لديها خطة خاصة تم تزويدها بها من إيران، تتضمن طريقة وكيفية التدخل لمقاتلي الفصائل في العراق وجماعة الحوثي، في حال إصدار أوامر بالاشتباك والتدخل في الحرب الدائرة بين إسرائيل وحماس.
ونقلت عن المصدر: “نحن في حالة تأهب قصوى ولدينا خططنا العسكرية الخاصة بنا والتي سيتم تنسيقها مع حزب الله والإيرانيين وفصائل المقاومة في سوريا واليمن في الوقت المناسب”.
أما بالنسبة لجماعة الحوثي في اليمن، فيقول المصدر الإيراني المقرب من الحرس الثوري: “في المحادثات بين فصائل المقاومة أعلن الحوثيون أنهم على استعداد لاستهداف كل من يدعم إسرائيل في الحرب الحالية”.
ومن المتوقع، وبحسب المصدر ذاته، أن يسافر مسؤولون من جماعة الحوثي إلى العراق خلال الأسابيع القليلة القادمة لمناقشة طرق التعاون بينهم وبين فصائل العراق في حالة دخول “محور المقاومة”، الذي تقوده إيران في المنطقة على خط الاشتباك.