منبر حر لكل اليمنيين

هل يمكن تحويل المسيرات في اليمن إلى مسيرات لفتح الطرق والمعابر؟

30

يثبت اليمنيون دوما أنهم مازالوا يمثلون شرف الأمة والضوء الذي ما زال في نهاية نفق طويل معتم، ويجسدون فخر الانتماء للأمة العربية والإسلامية، وخروجهم في مسيرات داعمة للفلسطينيين في غزة وما يتعرضون له من تصفية من قبل الكيان الصهيوني بمباركة من بعض الأنظمة العربية قبل الغربية يؤكد عظمة هذا الشعب ونقاء جيناته التي لم تتلوث بعد بجينات التفريط بالحقوق العربية.

وبرغم عظمة الموقف الذي سجلته تلك المسيرات ومنها المسيرة الحاشدة في تعز، إلا أن الأولوية في ظل الأوضاع الراهنة وفي ظل التيه وتشتت الجميع يجب أن يكون الاحتشاد دفاعا عن حقوق أبناء تعز في فتح الطرقات وفي إعادة الاعتبار لهذه المحافظة.

المسيرات الداعمة لغزة هي رسالة للعالم مفادها أن الشعب اليمني عصي على الذوبان في ركاب التطبيع على حساب الحقوق وأن هذا الشعب يصوغ من ألمه أملا، ويعزف من جراحه لحنا للحرية، وبهذا أوصل اليمنيون لغة واضحة للعالم أن خزان العروبة في اليمن لا ينفد، بعد هذه الرسالة نحتاج إلى تحويل المسيرات إلى مسيرات لفتح الطرق وربط المدن اليمنية ببعضها، لماذا مازالت الطرق مغلقة والحرب قد وضعت أوزارها والأعداء المحليون والإقليميون قد تعانقوا وغسلوا دماءنا في فناء الكعبة؟

أخص بالدعوة هنا أبناء تعز، فهم بحاجة إلى توحيد مسيرتهم من الحوبان باتجاه المدينة ومن المدينة باتجاه الحوبان في عمل موحد ينهي الحواجز المصطنعة، وسيكون ذلك نقطة التقاء جامعة لأبناء المحافظة الواحدة.

نحن لن نستطيع الانتصار لفلسطين ونحن ممزقين ومشتتين ولذلك يجب أن نتوحد أولا ونمتلك حريتنا حتى نستطيع تحرير الأخرين، علينا أن نسقط الصفقات المشبوهة التي تديرها المليشيات المعطلة للدولة ونقبرها إلى غير رجعة، فمالذي يبقي تعز مغلقة في وجه سكانها بعد أن اتفقوا على أن الحرب كانت خطأ وأنهم يستبدلونها بالسلم، فماذا يعني بقاء تعز مغلقة والطرق بين المحافظات الأخرى مقطوعة ؟

إذا أردنا نصرة فلسطين، فلنبدأ من نصرة أنفسنا، فكيف ندعو إلى تحرير الأخرين ونحن نقبل بشتاتنا وحصارنا بشكل مهين ونمارس الموت البطيء تحت سيف التمزيق والتفتيت، علينا أن نراجع أدوات الفعل التحرري لكي نخفض التكلفة، وعدم الالتحام الشعبي لفتح الطرق سيجعلنا نعيش شتاتا أعظم من شتات الفلسطينيين أنفسهم.

أدعو إلى تشكيل كيان مدني باسم مسيرات فتح الطرق في تعز والمحافظات الأخرى، بحيث لا يطغى على هذا الكيان الحضور الحزبي، يكون هذا الكيان قادر على قيادة المرحلة وأن يكون هذا الكيان ممثلا حقيقيا للجماهير وأن يكون تشاركيا لا يستأثر بقيادته جهة واحدة كي لا يسهل على الأطراف الخارجية ابتزازه وسيعطي صورة للعالم بأن الشعب اليمني يحب السلام ويريد أن يعيش مثل بقية الشعوب الأخرى وسيعزز المشروع الوطني القادر على نصرة المشروع القومي.

تعليقات