العالم يحتفي بيوم المعلم وفي اليمن يعد الأكثر تضررًا (تقرير)
يصادف يوم الخامس من أكتوبر اليوم العالمي للمعلم الذي يعد الركيزة الأساسية في نهوض البلدان في جميع المجالات فهو صاحب الفضل في كل نجاح تصل إليه البلدان.
ويستذكر العالم هذا اليوم المعلم لأنه يعتبر العمود الفقري لعملية التعلم وصاحب الفضل في معرفة العلوم والاكتشافات ومن هنا جاء تخصيص يوم المعلم العالمي للاحتفال به وتقديره ويوم عالمي للاحتفال بالمعلم في 5 تشرين الأول /أكتوبر من كل عام.
وحدد هذا اليوم للاحتفال بالمعلم في عام 1994 ذلك احتفالا بتوصية منظمة العمل الدولية في اليونسكو بخصوص تحسين وضع المعلمين، فهي تعتبر البداية لوضع معايير وأسس محددة للمعلمين حول العالم ووضع سياسات التعليم والتوظيف والتدريب وتوفير التعليم المستمر للمعلمين وتوظيفهم ومراعاة ظروف عملهم.
وفي كل بلدان العالم الهدف من تخصيص يوم المعلم العالمي هو تحسين واقع التعليم وتقديم كل ما يحتاجه المعلمون وتحسين أحوالهم في جميع دول العالم وكذلك الاهتمام بجميع شؤونهم والقضايا المتعلقة بهم من أجل خدمة التعليم في جميع بلدان العالم.
وفيما يحتفل العالم بيوم المعلم، أصبح المعلم في اليمن لا مكانة له، حيث غابت النظرة المقدّسة والهيبة للمعلم ليس من تلاميذه فحسب، بل من كثير من أفراد المجتمع، بسبب سياسات مليشيا الحوثي التي أحرمت المعلم من أبسط حقوقه وهو المرتب.
وفي الوقت الذي يبتسم المعلم في دول العالم بيوم عيده وهو بالنسبة له عيد سعيد لأنه كامل الحقوق ويُحترم من قبل الحكومات والمجتمعات والمتعلمين، بينما المعلم في اليمن يبكي من سوء وعده ووعيده ،من سوء حاله وسوء حال من بحوله من عائلته، بسبب انقطاع المرتبات وسلب حقوقه من قبل المليشيا الحوثية.
ومنذ أن سيطرت مليشيات الحوثي على بعض المحافظات أصبحت شريحة المعلمين من أكثر شرائح المجتمع اليمني تضرراً نتيجة ارتفاع الأسعار وتدهور الوضع المعيشي، ونظرا لانقطاع الرواتب.
وذكرت مصادر تربوية لوكالة “خبر”، بأن الكثير من المعلمين اضطرتهم ظروف العوز الناجمة عن انقطاع صرف الرواتب وجماعة تعيش على كاهل المواطنين، واضطر أكثر المعلمين الى البحث عن مصادر دخل أخرى والعمل في مجالات أحيانًا قد لا تتناسب مع كونه معلم يحظى باحترام المجتمع.
وكشفت المصادر، بأن غالبية المعلمين بات منهم من يعمل في البناء وبيع القات والنجارة وغيرها والكثير أصبحوا بائعين متجولين، وبالنسبة للنساء فهناك من عملن في مجال الخياطة أو التطريز والبعض ذهبن إلى أكثر من ذلك، أصبحن عاملات في البيوت من أجل تأمين القوت اليومي لأبنائهن.
وتحدثت المصادر، بأن كثيرا من المعلمين في اليمن يعانون من أمراض نفسية ويعانون من الاكتئاب، وكل يوم تتدهور صحتهم بشكل كبير، بعد أن كانت هذه الشريحة في السابق الأكثر نشاطاً ومرحا.
وأشارت المصادر إلى أن معظم المعلمين توقفوا عن التدريس فجأة وبدأوا في الانعزال لوحدهم في البيوت منذ سنوات، موضحة أن الكثير من المعلمين اليمنيين يعيشون حياة مريرة لا يستوعبها عقل، ولا منطق.
وعزت المصادر أسباب معاناة المعلمين نفسيا حيث كانت الصدمة عليهم أكبر بسبب الغياب التام للدولة؛ فلا رواتب صرفت ولا مدارس بنيت ولا مشاريع استأنفت ولا أماني تحققت، وبينما بقية دول العالم يتنافسون في تطوير التعليم؛ يعاني وطننا الغالي من التجهيل.
وقالت المصادر، إن المعلمين يلعبون دورًا بغاية الأهمية في تقديم خدمات التعليم والتعلم بشكل مستمر لكل طفل في اليمن، متوقعة أن يؤدي المزيد من التأخير في دفع الرواتب إلى الانهيار التام لقطاع التعليم والتأثير على ملايين الأطفال اليمنيين.
وكانت منظمات حقوقية، توقعت أن يصل عدد الطلاب الذين قد يتعثر التحاقهم بالمدارس إلى 5 ملايين طفل يمني، إذا لم يتم اتخاذ اجراءات عاجلة، وتُصرف مرتبات المعلمين.
ويعاني الآلاف من المعلمين في المحافظات الواقعة تحت سيطرة مليشيات الحوثي من انقطاع مرتباتهم منذ أكثر ثمان سنوات، ويعيش معظمهم من أوضاع صعبة منها بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية من انهيار العملة الوطنية وعدم استقرار صرف الرواتب.
وفي يوم المعلم العالمي وللسنة الثامنة، لا يزال المعلمون بلا راتب وآخرون يدرسون تحت شجرة جائعون منتظرين للحافز أو نص راتب بعد أربعة أشهر ومعلمون آخر يقطع الكيلومترات مشيا، فيما العشرات منهم مغيبين خلف قضبان الحوثي منذ 7 أعوام.
وفي الوقت الذي يحتفل العالَم بيوم المعلم العالمي يحتفل معلمنا بالجوع ويترنح راقصاً كالعصفور في المقلاة، معلنا عن قصة معاناة يتنقل فيها المعلمُ بين جمر غلاء المعيشة وتأثير الأوضاع وقلة الحيلة.
وفي ظل الحرب التي شنتها مليشيا الحوثي والتي تسببت بتردي المستوى التعليمي وذلك بتغيير المناهج حيث حشوها بعقائد فاسدة تمجد أئمتهم وطغاتهم وشخصياتهم وتعمل على تعبئة عقول الأطفال والشباب وأدلجتهم ليصبحوا ألغام المستقبل وحطب حروبهم الدموية على اليمن وإنسانها.