الحق غير المشروع في السلطة والثروة
إن ما يجري البحث عنه بمعادلة الاختلال، من الحق غير المشروع في السلطة والثروة من دون الناس، وبخطأ العنف والكراهية ودعاوى الحقوق المكذوبة من السماء أو الوراثية المرفوضة من الأرض، يمكن الحصول عليه كحق مشروع، بل وما هو أجدى وأفضل ألف مرة منه، عبر معادلة التوازن والشراكة والأمن والاستقرار والازدهار والديمقراطية، وعبر بطاقة صندوق الاقتراع، بدلاً من فوهة البندقية، والتنافس من أجل الافضل، بدلاً من التناحر بما هو أسوأ، والعيش في قلب وعقل وعلم زمان ومكان الحاضر والمستقبل، بدلاً من استحضار أوهام وخرافات الماضي، خصوصاً إذا ما تيقّنا بأنه لم ولن يكون هناك منتصر أو مهزوم ولا غالب أو مغلوب، ولن يكون في مقدور أحد أن يلغي الآخر، وأن المنتصر الوحيد، وبلا حرب، هو الغازي الأجنبي، في حين أن الممكن لتفادي كل ذلك والحل الذي لا حل غيره ولا بديل سواه للحفاظ على الوطن وكرامة أهله، هو التمييز بين الخطأ والصواب أولاً، والانتصار على أخطائنا في نفوسنا ثانياً، وأخيراً، لأن “الله لا يغير ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم”.
فهل آن الأوان لأن يتمسك أصحاب الصواب بصوابهم، لا كمجرد خيار سياسي أو نزعة وطنية مشروعة تجاه ما هو خطأ أو جريمة في نظرهم فحسب، بل وليؤمنوا بيقين، بمعادلة التوازن والاختلال هذه كحقيقة علمية مادية وموضوعية يحتكم إليها المكان والأرض والإنسان بالضرورة، في هذه البقعة من العالم التي اسمها “اليمن”، بل الأكثر والأهم من ذلك، هو أن لا يفكروا باستئصال أو الغاء من يخالفهم الرأي من أهل الخطأ، انطلاقاً من ردّ الفعل والمعاملة بالمثل وحتى ولو كان البادئ أظلم، بقدر ما ينبغي إعانة المخطئ على الرجوع عن خطئه، والذي هو دائما أبرز ضحاياه في النهاية، وتبصيره بحقيقة ويقين معادلة التوازن والاختلال التي يتوجب على الجميع الاحتكام إلى جانبها الإيجابي، وتجنب الانتحار بجنون التهور في الاتجاه السلبي، مع يقين العلم بأن ما يتم البحث عنه بالخطأ، من سلطة وثروة غير مشروعة، يمكن الحصول على ما هو أفضل منه ألف مرة بالصواب وبالطرق المشروعة، لأننا في البداية والنهاية جميعاً يمنيون، ونبحر على ظهر سفينة واحدة اسمها اليمن، وعاصفة الموج والغرق اليوم لا تفرّق بين مخطئ ومصيب، أو “زنبيل وقنديل”.