مِنَ العَجِيبِ بِأن تَلقَى العَجِيبِينَا
مِنَ العَجِيبِ بِأن تَلقَى العَجِيبِينَا
لا سَائلِينَ وَلا أيضًا مُجِيبِينَا
يُشَرِّقُونَ قُلُوبًا غيرَ مُشرِقَةٍ
يُغَرِّبُونَ الخَطَايَا لا مُنِيبِينَا
يُبَايِعُونَ اعتقادًا باعَ حكمَتَهُم
ولا يكونُونَ في أمرٍ مُصِيبِينَا
لو رُوسِيَا أوجَعَتهُم، خَاصَمُوا كَنَدَا
واستَهدَفُوا طُورَ سِينَا والفِلِبِّينَا
لم يعرِفُوا كيف طالَتنَا غوايَتُهُم
وكيف يَقتُلُنَا البَاغِي ويَسبِينَا
عَرَفتُهُم قبلَ أن تنمُو مَخَالِبُهُم
كَانُوا لَطِيفِينَ جِدًّا.. لا مُرِيبِينَا
وَوَاحِدًا وَاحِدًا صَنعَاءُ تَعرِفُهُم
لَيسُوا بَعِيدِينَ عَنهَا بَل قَرِيبِينَا
قَد أوغَلُوا فَجأةً في المُستَحِيلِ، إلى
أنْ صَيَّرَتهُم أمَانِيهُمْ كَئيبِينَا
وَقَفتُ فِي وَجهِهِم؛ كَيْ لا تُقَدِّمَهُم
أحلامُهُم لِلضُّحَى الأعمَى قَرَابِينَا
حَاوَلتُ إقنَاعهُمْ.. زَادَت قَنَاعَتُهُمْ
فِي كُلِّ أحوَالِهِم صَارُوا غَرِيبِينَا
قَالُوا: نَعُبُّ المَنَايَا.. قَالَ أوسَطُهُم:
لا يَا كُؤوسَ المَنَايَا لا تَعُبِّينَا
بكوا عَلَى فِكرةٍ فِي القَلبِ نَاقِصَةٍ
تَحُكُّ مَوتًا وَتَشيِيعًا وَتَأبِينَا
قَالَ الحَكِيمُ: أَحَبُّوا غَيرَهُم خَطَأًً
كَمَا تُحِبُّ العَصَافِيرُ الثَّعَابِينَا
مِن أجلِ أحبَابِهِم ضَحَّوا بِأنفُسِهِم
وَتِلكَ أكبَرُ أخطَاءِ المُحِبِّينَا