منبر حر لكل اليمنيين

سلطة ضد سلطة

بقلم عبدالكريم علي سلطان

297

 

سلطة ضد سلطة
بقلم عبدالكريم علي سلطان

قال المستعرب الياباني ” نوبوأكي نوتوهارا” : (إنني أريد أن أقول بكلمات واضحة مباشرة، إن المعارضة في البلدان العربية هي في حقيقتها سلطة ضد السلطة أو سلطة مضادة تسعى للسيطرة على الحكم دون أن تقدم مشروعاً مغايراً لمشروع الحكم المسيطر).. بهذه الكلمات الدقيقة يفسر لنا السيد نوبوأكي نرجسية العقل العربي المتسلط والذاتية المتغطرسة من خلال تجربة فريدة لواقع الإنسان العربي ظلت أربعين عاماً تنقل فيها بين الريف، والبدو، والحضر.

إن المعارضة في بلادنا تعيش مناخاً سياسياً مترعاً بثقافة الأنا وبغض الآخر. ولا هدف لها سوى الاعتلاء على سدة الحكم بطرق مكيافيلية تضمن لها سطوة العرش وممارسة القمع، تحت مسمى النضال المفرقع والثورة الممنهجة..  من يخرج الشعوب من ربقة الإستبداد والديكتاتورية إذن؟!.. سؤال ينتاب كل حر عربي يحمل على عاتقه هموم الملايين التي تهتف باسم الحرية والكرامة والحق الإنساني، والبطون الخاوية التي تبحث عن سبيل لردم فجوة الجوع المارق، والشباب الذين يبحوث عن آفاق مستقبل يليق بآمالهم وتطلعاتهم.

مفارقات غريبة في حياة المعارضة العربية. فكثيراً ما يردد المعارضون كلمة الديمقراطية، وفي الوقت نفسه يألهون قاداتهم ويقدسون أحزابهم، وحين تتاح لهم الفرصة يمارسون أبشع الأعمال الخارجة عن نطاق العدل والديمقراطية. وفي السياق ذاته لا يقبلون النقد أو مخالفة أي نظام يندرج تحت سياساتهم المتبعة.

تبدو مسألة التوريث والمحسوبية أكثر ما كان يغضب المعارضين طوال ثلاثة عقود مضت. واحتلت هذه الاشكالية مركز الصدارة بين عناوين صحفهم وأخبارهم، لكنهم عندما تقلدوا مناصب الحكم لم يطئ أذهانهم ما كانوا يكتبونه على صحفهم، أو يتفوهون به على الأبواق، بل مارسوا أردأ اساليب التوريث وأنكأها. وفي اليمن على سبيل المثال: أصبحت الوزارات بمثابة ممالك عائلية، فكل وزير يقوم بتوزيع أبناءه وأفراد أسرته على كل قطاعات ومسالك الوزارة، وهلم جراً. ومثل هذه الأفعال تبرهن أن المعارضة لم تقم بعمل شيء من أجل الوطن قط، إنما الأمر متعلق بشيفونية النظرة والتعامل مع الآخرين، ومتعلق أيضاً بمبدأ (هذه فرصة لازم نستغلها).
لم يكن الشباب بالنسبة للمعارضين سوى جسراً مروا عليه للوصول لبغيتهم. فقد مارسوا في حقهمم أساليب المداهنة والخدع، فين حين كان معظم الشباب يرون فيهم المنقذ والمخلص الموعود من سياسات وأنظمة لم يتفقوا معها. وكثير منهم انقادوا ورائهم وتأدلجوا بسياساتهم؛ أسوة بجماعات لم يدركوا حقيقتها، وحينما أشرقت الشمس عليها رأت في ذلك الفرصة السانحة لإظهار نواياها المتجمدة منذ ثلاثة عقود؛ لتستمر قصة الحطاب والأفعى في مسيرتها.

تعليقات