منبر حر لكل اليمنيين

فضاء السنبلة

32

تشابكتُ في هجسكِ.
فلأفتح لقوافل الحجاج ـ إذن ـ طريقاً من بين أصابعك
وأسبّح بأسمائها في الغدو والآصال .
أصابعكِ:
هذه الكواكبُ العشرةُ التي أحاطتْ بما وراء قلبي
وناشتْ ثيابي في سجداتي قُبالة محرابك ِ
ونحرتْ كل الطيوف المحلِّقة في طريقي إليكِ
فهلا رفعتِ رمشكِ قليلا وأحطتِ بما في داخل قلبي!

سأنذر لمطلع كوكب زحل
ما تبقى من عُريي
وهذا الخواءَ المكوّمَ في رأسي
وأخلع كلَّ أعتاب فؤادي
وافرشها سجاجيد ذهولِ تحت قدميك
وأنتِ تطايرينَ رذاذَ غبارِ موكبكِ الأرجوان تحت نافذتي!
أنا المدلَّهُ بالخطيئة
و المرابُط ـ منذ بدء الخليقة ـ في أحزان “يعقوب”
وفي الخوف المتطاير بأخدار النساء .. عند اقتحامِها عنوة ً
وأنا الأرضُ المروعة ُبالشبهات .. منذ ولادتي .
والهدهد السبئيي المنكوب بسوسة عصا الملك سليمان
وطائر العنٍقاء المسافر في الأرض .

أنا حجارة سد مأرب
ونوارس شطوط سقطرى وأرض كنعان .
وأنت ِ ..
خيولُ النار المدوية في قوسيَ الحجري
وقرن الثورـ الحزين ـ الذي تقوم عليه أركان الأرض
والدخان المتطاير من حرائق غابات مدار الجدي
وخط الاستواء
أنت الريحُ التي أتصاعد في معراجها
وأنسج من بؤرها الأعاصيرَ والعواصفَ والشهواتِ .
أنت الحجرُ “النواسي” المغنِّي ..إذا ثمل
والبهلوان الذي يكسَر أضلاعَه خارج َدائرة المخاض.

فلنعقد كفينا
وندخل في لحن الجناز المهيب
ونسير في موكب استسقاء إلى جبل الرب.. في بلاد الأحقاف
فنصلي هناك صلاةَ حضورنا الواحد
فعلَّنا .. لا نتيه ثانية ً.

تعليقات