لكم سبتمبركم ولنا سبتمبرنا!
حرص الحوثيون على اقتحام صنعاء في تاريخ ٢١ سبتمبر ، بعد استاذآنهم القوى الدولية والإقليمية الداعمة لهم.
يكمن الحرص في إبقاءهم لوقع شهر سبتمبر في واجهة الأحداث ، بالنظر إلى ترسخه في أذهان الأجيال اليمنية مقترنًا بثورة “٢٦ سبتمبر”.
فمثلًا، تخيلوا لو أنهم اقتحموا صنعاء في شهر أغسطس أو ديسمبر، على سبيل المثال ، ستلاحظون بأنه يخلو من وقع الحدث في مسامع الناس واكتسابة للقيمة الثورية التي ينشدونها.
عمومًا، فتاريخ ٢١ سبتمبر بالنسبة لنا لا يُمثل أكثر من وقفة عابرة للتأمل في واقع الأحداث ، وما يمكن للمجتمع المتخلف أن ينتج من الثقافات، ويفرز من الجماعات الهادفة الى تسيير البلد ضمن مشاريع ما قبل الدولة الوطنية ، مشاريع السلالة، والمذهب، والقبيلة، والمنطقة، والاسرة. إضافة الى، التأمل والوقوف امام الظروف التي أوصلتنا إلى ما نحن عليه ، وفي المقدمة عجز أنظمة الحكم الجمهوري عن تجسيد أهداف الثورة، باستثناء الفترة القصيرة لحكم الشهيد إبراهيم الحمدي.
كل ما يشغل بالي الآن حجم الزحمة وعرقلة حركة السير في الشوارع العامة.
مرور سيارات النخيط وأصوات الونانات وأصوات العسكر الصادرة عن مايكرفوناتها وبتلك اللغة التقليدية المملة ، “يا شاص يا دباب يا هيلوكس يا… “.
جماعات، مظاهر، وخطابات جوفاء، وشعارات مملة، وحماس تقليدي -لا يودي ولا يجيب- ، واستعراضات خارج حدود الزمان، ومعطيات الدولة العصرية ، دولة النظام، والقانون، والمواطنة وصناديق الاقتراع.
وعلى العموم، لكم سبتمبركم، ولنا سبتمبرنا ، إلى أن يقضي الشعب أمرًا مقبولًا.