في فم ِالبردِ
في فم ِالبردِ وارتعاشِ النهارِ
يرقدُ الحبُ عاريًا دونَ دارِ
يرقدُ الحبُّ واقفًا كانقطاعٍ
للسلاماتِ وانسكابِ المدارِ
ويثورُ الدخانُ من شرخِ ضوءٍ
حافظًا للصقيعِ والإنكسارِ
أنا يا هذهِ بدونِ شريكٍ
لا شريكًا لوحدتي واضمراري
فاجئيني ؛ فخًا صغيرًا ، وخبزًا
معطفًا ، معطفًا ، ونصفَ انحشارِ
فاجئيني؛ بيتي رصيفٌ شهيٌّ
صاخبٌ بالظلامِ والأحجارِ
والإناراتُ في التهاءٍ مُريعٍ
خاضتِ الكهرباءُ كلَّ خيارِ
من يحُلُّ الطريقَ يا ابنةَ عمي
ويراعي مداخلي بالفرارِ
مقلمٌ عاطلٌ ورملٌ سمينٌ
من ضحايا مجاعةِ الأشجارِ
رأفةٌ في المدى ولطفٌ صريعٌ
وتحايا غريبةُ الأطوارِ
***
لن يجيءَ الرغيفُ إلا مُدانًا
باشتهاءِ الجياعِ والثوارِ
وبلادي كما ترين اعتلالٌ
أبديٌ بنوبةٍ واحتضارِ
وبلادي مثوىً لكلِ اندفاعٍ
وغروبٌ مكثفٌ للصغارِ
مركمٌ للطموحِ في كلِّ قلبٍ
مأتمٌ للنجاحِ في كلِّ غارِ
أين يا عارُ نلتقي بافتخارٍ
كيف نمضي بدون عيبٍ وعارِ
فكرةُ القمحِ لا تراعي نشيطًا
والعزاءُ الأخيرُ للتُجّارِ
كلما فتّشَ الجريئون بطنَا
حدّقَ الماءُ في بطونِ الجِرارِ
واقتضى الدهرُ كلَّ فصلٍ نحيلٍ
لاحتقانِ الضياعِ والإبحارِ
يا “صراعَ العروشِ” لا زلتُ أنجو
من صراعٍ مُجَمّعٍ لادخاري
يا “صراعَ العروش” هل من جديدٍ
فاجرٍ في عواجلِ الأخبارِ؟!
***
آلُ بيتِ النبي آذوا الرعايا
بدمِ السبطِ والتذاذِ الفقارِ
وضعوا في يدِ المساءاتِ ليلاً
آخرًا دون خطةٍ وابتكارِ
وتراموا علي الحياةِ ركامًا
ناشبًا في كرامةِ الأنصارِ
وبنو يعربَ اللهوفون أفنوا
فسحةَ العمرِ في حصادِ الدمارِ
فجأةً صارتِ الرمالُ ندوبًا
في وجوه الرجالِ والأعمارِ
فجأةً شذّتِ المياهِ وألقى
حارسُ الماءِ حظّهُ في الجوارِ
“وصلاةُ الجحيم” أضحت مقاسًا
لانسجامِ السيوفِ والأوتارِ
***
صلِّ يا صاحبي صلاةَ ضياعٍ
واحشر الزيفَ في اكتظاظ الجدارِ
قال لي والدي سنكبرُ يومًا
وسنتلو قصائدًا للكبارِ
إنما كيف يا حبيبي سننجو
من بلادٍ قديمةِ الإصدارِ
زال هذا الضجيجُ والتفَ شِعْرٌ
حولَ مأوى يقيني الفخّاري
وبقى الحبُّ حارسًا أبديًا
فوق رأي الملوكِ والأقدارِ