منبر حر لكل اليمنيين

أزمة اليمن وحلم التسوية السياسية

31

الوصول إلى تسوية شاملة وناجحة ما زال بعيد المنال.

التسويات الناجحة لها شروطها أهمها:

اقتناع أطراف النزاع بضرورة قبول بعضها البعض، وتقديم تنازلات شجاعة للوصول إلى تسوية عادلة تستوعب الجميع.

أزمة اليمن أزمة معقدة ومركبة ولها أبعاد سياسية واجتماعية ومذهبية مختلفة.

والأهم من ذلك كله أنه لا يوجد استعداد حقيقي عند كل طرف من الأطراف الفاعلة بالميدان للقبول بالطرف الآخر، لا سيما الجماعات والأحزاب التي لها طابع مذهبي وعصبي، فمشاريعها في الأساس مشاريع شمولية، ولا مكان فيها للآخر المختلف، ولا تشعر أنها وصية على الوطن فحسب، بل وعلى الدين.

ولذلك لا مجال عندها للتنازل، لأنه من وجهة نظرها تنازل عن الدين والمذهب.

ما يحدث اليوم هو أن كل الأطراف تعبت وملت من الحرب بما فيها التحالف.

ولذلك من مصلحة تلك الأطراف كلها الدخول في مدة استراحة، قد تطول وقد تقصر ولكن المؤكد أنها ستنتهي بجولة صراع أخرى حاسمة.

تاريخ اليمن إلى اليوم لا يعرف التسويات العادلة، كل أزماته تنتهي بانتصار طرف، وهزيمة الطرف الآخر، وبعد مدة يتحول الطرف المنتصر إلى عدة أطراف تدخل في جولة جديدة من الصراع وهكذا.

ربما سيختلف الأمر في المستقبل إذا وصلت إلى السلطة قوى وطنية حديثة، لكن طالما الأمر في يد القوى التقليدية المتخلفة فالمستقبل لن يختلف عن الماضي.

*من صفحة الكاتب على الفيسبوك

تعليقات