منبر حر لكل اليمنيين

العلاقة بين دعوة اليدومي للتحالف مع الانتقالي وزيارة عيدروس الزبيدي لواشنطن

22

هناك علاقة وطيدة بين دعوة رئيس حزب التجمع اليمني للإصلاح ، الأستاذ محمد اليدومي للتحالف مع المجلس الانتقالي والمكتب السياسي تحديدا وزيارة عيدروس الزبيدي إلى واشنطن ضمن وفد رسمي لحضور فعاليات الأمم المتحدة ، فمن المعلوم أن الولايات المتحدة الأمريكية كثفت نشاطها في الآونة الأخيرة في اليمن ، سواء في تواجد قوات لها على اليابسة في حضرموت أو في المياه الإقليمية ،
بهدف قطع الطريق على الصين وروسيا .

المرجح أن الولايات المتحدة الأمريكية ترتب لسلام في اليمن على طريقتها ، بحيث يجمع كل المليشيات الموجودة على الأرض بما في ذلك جماعة الحوثي ، ولا يهم بعد ذلك أن تبقى جماعة الحوثي متمسكة بولاية الفقيه وأحقيتها بالحكم من منطلق الوصية الإلهية الأبدية ، لم يتغير شيء في هذه العملية ، سوى موقف الانتقالي الذي سيتخلى عن مزايداته السياسية حول استعادة دولته المزعومة .

ليس موقف الانتقالي هو الموقف الوحيد المرتبك ، بل موقف حزب الإصلاح أيضا ، فرئيس الحزب خص في دعوته المليشيات ولم يخص الأحزاب ، وهذا يؤكد أن الحزب قد وقع أسيرا للضغوط التي وضع نفسه تحتها وأصبح يسايرها بدلا من مواجهتها في تقديم مراجعات على مستوى هياكله الداخلية وتقديم مشروع للقوى السياسية يحدد رؤيته للحلول .

لقد دأب جميع القادة السياسيين اليمنيين على تضليل الناس من أجل إخفاء مصالحهم وفشل مشاريعهم البعيدة عن المصالح الوطنية ، وقد وقعت اليمن ضحية لمصالح هذه القوى السياسية الساعية لخدمة أهدافها الخاصة على حساب دعم الاستقلال الوطني وتنمية الاقتصاد ورفاهية المجتمع ، وظلت وما زالت تمارس المزايدات السياسية على حساب الشعب ومصالح الدولة .

ولست بحاجة للقول ، إن التحضير لعملية سلام بين المليشيات سيجعل هذا السلام يحقق مصالح المليشيات وليس مصالح الشعب اليمني ، وهذا يحتم على الشعب اليمني صاحب المصلحة الحقيقية ، أن يتخذ موقفا واضحا مما يجري في بلده وأن يتخذ موقفا من القوى السياسية التي تسعى إلى تضليله والعبث بمصالحه وتغييب الدولة ، فوظيفة السياسي هي إدارة المجتمع والحفاظ على السلم الأهلي والتماسك المجتمعي وتحقيق النمو الاقتصادي وتطوير الخدمات وليس تأجيج الصراعات وتحقيق المصالح الخاصة على حساب المصالح العامة .

تعليقات