بائع الضحك لما يكتئب ايش يعمل ؟
فهمت الضحك من خلال مخالطتي للناس
وحبيت الكتابة الساخرة من شوية كتب ودخلت عالم السخرية من بوابة صحيفة الثقافية والجمهورية وكتبت قصص ظريفة كنت أنا بطلها في الغالب وحققت لنفسي خلال ظرف وجيز موقع متقدم بين أبرز الكتاب وأصبح الضحك من بعد ذلك هو ضماري وجوهر وجودي في هذه المساحة الإبداعية التي اتحرك فيها بين الناس.
وبدل ما يهتموا بي في صحف الحكومة ويشجعوني على الإستمرار ضايقوني ودهفوني من عندهم ودورت لنفسي خزق في صحف المعارضة ؛ وجيت وكلهم يكتبوا مقالات تهاجم الرئيس ؛ هاجمت الرئيس من جيزهم وخلال ظرف وجيز أصبحت واحد من اهم ابطال المعارضة ؛وكلهم كانوا يقولوا لي أين ماشافوني في أوقات النهار :
أنت مجاهد انت بطل .
وفي الليل اشوفهم يصافحوا الرئيس في نشرة الأخبار !
جت احداث ٢٠١١ على أية حال وقد معي صحيفة خاصة بي عد مالها غير شهور وانتقدت فيها ممارسات أحزاب اللقاء المشترك في الساحات وانتقدت خطاب الأخوان الكريه وطلعوني مندس وخائن وعميل ومرتزق ومختزق وقالوا صحيفتي ممولة من نظام صالح ؛وكرعوا لنا ابطال فقاعيس استكبوا فوق رؤوسنا مثل سيل جارف ملانه قلافد ! وشفتهم يتقمبعوا قدام عيوني في كل موقع وهم بلا أي موهبة وجالي احباط .
عرفت حينها أن الوضع في السلطة وفي المعارضة يتشابه وكلهم نفس العجينة ويعجبهم القمبعةالفارغة وانا مقدرش اتقمبع زيهم ؛وحاولت العودة لموهبتي في كتابة القصص الساخرة وقلت شتقمبع في مجالي اللي افهمه واقدر اثبت وجودي عبره؛
وجاء انقلاب الحوثيين مباغتا وجو للساحة ابطال سلاليين عادهم كضاااك ؛اكترعوا لنا من قصبة بيت النبي !
وقرحت الحرب عموما وانا معطوف فوق اللابتوب اشتي اعمل كتاب ظريف اسعد به قلوب الناس .
وخلال 5 سنوات من الحرب عشت ظروفا نفسية قاسية وتقطعت بي كل سبل العيش وانا نازح مع أسرتي ؛ اتقمبع بجهاز اللابتوب من بقعة إلى بقعة ؛ ادور على الامان وماعد لقيت حتى واحد من ذولاك اللي كانوا يقولوا لي زمان “أنت بطل ؛ أنت رائع ؛ أنت صوتنا ؛ أنت موهوب.
كلهم كانوا قد أصبحوا مسؤولين في الدولة ؛ وصاروا هم ابطال المشهد الجديد ولا حد منهم عبرني!
وجالي اكتئاب فضيع ؛عطل ذهني وعطل خيالي وافقدني القدرة تماما على الضحك وتهت عنه وشعرت حينها بأني انتهيت وبان جوهر وجودي ككاتب ساخر يبيع الضحك للناس تعرض للإنسحاق المرير !
وحزنت كثيرا على نفسي وعلى نفسيتي المرحة وعلى موهبتي التي قرحت جو وضاعت فطيس في بلاد فاتحة ذراعيها للمتقمبعين الفارغين على حساب أصحاب المواهب الأصيلة .
سنة ٢٠٢٠ عدت للعيش ثانية بمدينتي الحبيبة تعز وتوفر لي جزء يسير من الإستقرار والهدوء النفسي مع عائلتي واستعدت روحي المعنوية وعكفت سنتين فوق اللابتوب وفوق التلفون اكتب بشكل يومي وعندي هدف واحد بس:
أن اهزم الإكتئاب وأن أصنع من أكثر الأشياء المحزنة مادة جيدة للضحك من الأعماق؛
وكان هذا هو التحدي الحقيقي بالنسبة لي.
وغصت بإصرار في أعماق روحي المرهقة ادور عن حكايا قديمة يستطيع خيالي المتعب من احداث الحرب اللعينة أن يعيش معها وأن يتخيلها بظرافة روح .
وتحديت في سبيل ذلك الهدف الصعب كل المحبطات وكل المنغصات اليومية اللي تعكر صفو المزاج .
وعدت بصعوبة بالغة إلى موهبتي الجميلة والنادرة .
وخرجت في نهاية المطاف بكتاب الحنبات ؛ هذا العمل السردي الذي أسعدت به نفسي اولا واسعدت به قلوب الناس بدرجة ثانية؛ واعلنت من خلاله ؛ بدرجة ثالثة ؛ وبأني بطل الحكايات الظريفة . وبأني بائع الضحك الذي هزم الإكتئاب في عقر داره .
…………
شكرا لاسرتي الصغيرة ؛ أمي الغالية ؛ زوجتي الحبيبة ؛ واولادي الثلاثة اللي تحملوني كثيرا وتحملوا ظروفي القاهرة خلال إنجاز الكتاب .
شكرا لأصدقائي الذين عايشوا معي لحظات ولادة الكتاب خطوة بخطوة .
محمد الحميقاني ” المخرج”
عبد الرزاق العزعزي Tho Razzaq Azazi “مصمم لوحة الغلاف”
فايز عبده ” المصحح اللغوي”
أحمد العرامي “صاحب المشورات التي أنقذت الكتاب من غلاف رتيب”.
د. صادق القاضي صاحب المشورات الاولى لأختيار قصص الكتاب. محمد عمر ؛ Mohamed Omer و محمد عارف الصلوي قراءة المحتوى قبل الطباعة والنشر . احمد أحمد عباس من دار عناوين للطباعة والنشر.
شكرا أيضا لكل الاصدقاء في فعالية توقيع الكتاب في القاهرة . نبيل سبيع “نائب مدير المركز الثقافي اليمني”
يبلغ المخلافي ” المسؤول الإعلامي في السفارة اليمنية.
د. عارف الاتام ؛ Aref Alatam القلب والبيت الذين احتوياني في فترة تواجدي في القاهرة .
زهير درهم وعلي محمد عايش سكرتارية الفعالية . والفنان محمد الهجري ” عازف العود”
وفي منصة القراءة النقدية للكتاب ؛ د.فارس البيل ؛ علي ربيع ؛ عبد الستار الشميري.
شكرا لكل الأصدقاء في فعالية توقيع الكتاب بمدينة تعز .
عبد الخالق سيف”مدير مكتب الثقافة” Abdulkhaleq Saif
مع طاقمه الإداري والفني ومقدمي الفعالية الشابين”كوثر السباعي” و”فارس الشيباني”
والشكر موصول للاعزاء في منصة القراءة النقدية للكتاب
صلاح الأصبحي و الدكتور صادق القاضي .
وللاستاذ القدير / نبيل الحكيمي ؛ رئيس اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين فرع تعز . والزميل الحبيب / زكريا الكمالي من نقابة الصحفيين فرع تعز .
شكرا للفنان هشام النعمان ؛ والفنان المسرحي ” حسين العبسي . وشكرا لدفء الاصدقاء الحميمين ؛ د. منصور القدسي وعبد العزيز الصبري ؛ Abdulaziz AlSabri وجدي السالمي ؛ وجدي السالمي وحمزة الجبيحي ؛ محمد الحريبي ؛ عمار المحيا.
وشكر خاص للصديقين العزيزين سلطان مغلس ” و ابراهيم سيف
وشكر من الأعماق للمايسترو الذي تحرك معي مثل النحلة منذ اللحظة الأولى لترتيب فعالية حفل التوقيع ؛ الحبيب الأنيق / نائف الوافي .
شكرا جزيلا لكل الوجوه الطيبة اللي اكرمتني بالحضور الجميل في فعاليتي توقيع الكتاب في القاهرة وفي تعز .
شكرا لشلال الحفاوة الغزير الذي تدفق علي من أصدقاء وقراء وناس كثير من اللذين ابتهجوا معي في صفحاتهم ووسائلهم الإعلامية بميلاد الكتاب وتناولوا مواضيعه بكل محبة ولطف .
شكرا من الاعماق ايضا للكرم النبيل الذي أحاطني به كل اولئك الشخوص الكرام اللي اشتروا نسخ من هذا الكتاب بأسعار تشجيعية أشعرتني بالأمان على ضماري ؛ وقالت لي في لحظة فارقة بأن بائع الضحك إنسان ثمين ؛ حتى لو لم يكن هناك سوقا للكتاب في بلاد القمبعة والأحزان .
شكرا في المقام الأول والأخير لله رب العالمين الذي وقف إلى جواري في كل المحن وأحاطني من كل جانب بمحبة الناس ومنحني بكل سخاء وعطاء موهبة الكتابة الساخرة والهمني القوة والصبر الكبيرين لإستعادتها بكامل رونقها والإنتصار على الاحباط في معركة تحدي الاكتئاب .
واعتذر في الختام لكل إنسان كان معي في القرب وفاتني شكره ؛ وهذه على أية حال حنبة محرجة اتمنى من الله أن يخارجني منها بوجه ابيض من دون تقصير في حق اي واحد كان له أي فضل ؛ من قريب أو بعيد ؛ في صناعة هذه البهجة التي جائت لي في الوقت المناسب من كتاب