امرأةٌ وشاعر
أتُسائلين منْ التي
آثرتُ … أو أين اشتياقي؟
وتردِّدين ألستَ من
أبدعتَ صحوي وائتلاقي؟
شُطآن عينيَّ … اخضرارُ
مواسمي … دفئي … مذاقي
بستان وجهي … أمسياتُ
جدائلي … ضحواتُ ساقي
***
سمَّيتَني وهج الضُّحى
قمراً يجِلُّ على المحاقِ
بوحُ الزنابق والورود
إلى النُّسيمات الرَّقاق
أنَسيْتَني بشريَّتي
ونسيت بالأرض التصاقي!
وذهبت يا أغلى مَرايا
الحُسن … أو أحلى نِفاقِ
أتعود لي … تبكي غُروبي؟
أو تُغنِّي لانبثاقي؟
***
لن تَعدمي غيري ولن
تلقَيْ كصدقي واختلاقي
قد كنتُ موثوقاً إليكٍ
من التي قطَعت وثاقي؟
لمّا وجدتُ القرب منكِ
أمَرَّ من سهَر الفراقِ
آثرتُ حُزنَ البُعدِ عنكِ
على مرَاراتِ التَّلاقي
***
وبدون توديعٍ ذهبتُ
كما أتيتُ بلا اتفاقِ
ونسيتُ بيتَكِ والطريقَ
نَسيتُ رائحة الزُّقاقِ
لم أدرِ من أين انطلَقتُ
ومن لقيتُ لدى انطلاقي
إنسقتُ … لا أدري الطَّريق
ولا الطريقُ يعي انسياقي
حتى المصابيحُ التي
حولي تُعاني كاختناقي
كان اللِّقاُء بلا وجوهٍ
والفِراقُ بلا مآقي
فلتتركيني للنَّوى
أظما وأمتصُّ احتراقي
وبرغم هذا الجدب لن
أأسى على الخلّ المُراقِ
***
لكنّ لماذا تسألين؟
بمن أهيمُ ومن أُلاقي؟
فلتستريحي إنَّني
وحدي، وأحزاني رِفاقي
كالسندبادِ بلا بحارٍ
كالغديرِ بلا سواقي
ورجايَ ألَّا تسألي
هل مِتَّ أو ما زِلتَ باقي؟
1971م