أنا والطبيب النفسي
تقريبا من ثلاث سنوات قررت أزور طبيبا نفسيا أشكو له الحالة النفسية التي لحقت بي قلق وضيق ، وهموم
واكتئاب، دخلت على طبيب خمسيني يجلس على مكتبه بهدوء وابتسامه عريضة، اخذت موقعي وطلب الطبيب منى احكي له معاناتي، وبدأت الكلام ، أنا يمني كنا نعيش بسلام وأمان وللأسف قامت ثورة الشباب بالمطالبة بتحسين الأوضاع والمطالبة برحيل النظام ..ورحل النظام والاستقرار، كان عندنا كهربا وماء وغاز ، ومشتقات نفطية، ودواء وجامعات، ومدارس ، ومواصلات ،كان كل شيء جميل.. كل هذا اختفى كان لدينا أمن واستقرار ومرتبات ، وكرامة.. اختفت كل مظاهر الحياة.
أساتذة جامعيون عظماء أصبحوا عمالا بالأجر اليومي والبعض منهم تركوا المدن وعادوا إلى قراهم يعيشون بشرف مغلقين على أنفسهم أبواب منازلهم حتى لا يعرف بحالهم أحدا، والبعض مات حسرة وكمد. مدرسون أفاضل اصبحوا عمالا في المطاعم أسر كبيرة انهارت وأسر ماتت من الجوع انتحر الكثير وتفككت أسر محترمة .. أيضا قادة ومسؤولين محترمين تشردوا وأهينوا،سأخبرك أيضا على مفارقات ،تصدق قتال شرس على حدود السعودية القاتل والمقتول من الطرفين يمنيين.
قال الدكتور كيف قلت الشرعية دعمت السعودية بجيش يدافع عن المملكة والمتصدي له جندي يمني يدافع عن الوطن وأرض الوطن وأنا في نظري الذي يدافع عن الوطن هو الشهيد والآخر مغلوب على أمره مأمور لكن المحصلة مرتزق قاطعني الدكتور وقد تغيرت ملامحه وطلب من التمرجي يحضر كوب قهوة وقال لقد أحزنتني على هذا البلد العربي الأصيل
رديت عليه أكمل.. قال يكفي يكفي لو سمحت ما بكم يهز الجبال ،قلت له هل أنا غلطان أنني زرت طبيبا نفسيا.. رد علي انت طبيعي جدا اليمني الذي لا يزور طبيبا نفسيا والبلد على هذا الحال بالتأكيد ليس سويا
قلت له أنت تعرف قادة الثورة اين ذهبوا ،قال أكيد استشهدوا وماتوا وقدموا أرواحهم فداء للوطن، وخيبت له ظنه قلت له لا والله أصبحوا تجار كبار والبعض حصلوا على جوائز نوبل،
وكلهم تركوا الوطن..
طأطئ الطبيب رأسه ولم أتركه إلا وقدتناول العديد من فناجين القهوة وعلى ملامحه الحزن وفعلا شعرت أنني نفهت مابداخلي لكنني اكأبت الطبيب الذي طلب مني تركه بدون أن يوصف لي أي علاج استغربت وابتسم الطبيب قال علاجك الصبر.
مهما وصفت لك أنواع العلاجات لن تستفيد طالما ووضع بلادك لآ أمل من زحزحته، أو لاتوجد ملامح مبشرة بالخير.
ليست قصة خيالية هذا ما حدث معي انا شخصيا.. هذا وأنا خارج الوطن مشرد لكني أعيش أفضل من عيشة أهلنا في اليمن ،كيف حال من يعيشون داخل الوطن ،أحدهم يقول من باب السخرية إن من يموت من اليمنيين لفوه بالعلم اليمني حتى تتعرف عليه الملائكة ولا يتعذب في الآخره كونه أخذ نصيبه في الدنيا،
والله لن تشعر أو تحس فيك سلطه مرتباتهم بالدولار ومستفيدة من الحرب ،البراكين لا تنفجر بلحظه تتفاعل فترة من الزمن حتى تصل حالة الانفجار، اليوم الناس فقدوا معظم مقومات حياتهم وأبنائهم الذين سقطوا دفاعا عن اليمن او دفاعا عن المملكة.. البركان آت والعواقب وخيمه
فحاولوا أيها الأطراف اليمنية أن تبادروا للحلول قبل تأتي مبادرة الخالق التي لن تبقي ولن تذر.