مُصْحَفُ “أيْلُولَ”
(حَامَيمُ) (ياسِينُ) (طَهَ)(نُونُ والقَلَمُ)
ما قالَهُ النُّورُ، لا ما تَزْعُمُ الظُّلَمُ
فَغَيْرُ “أيْلُولَ” لا قَوْلٌ و لا عَمَلٌ،
َوغيْرُ “أيْلُولَ” لا حُكْمٌ، ولا حَكَمُ
فاغْسِلْ يَدَيْكَ، بتَرْكِ الاحْتمالِ، وقُلْ:
(سَجّلْ مَكانَكَ في التّأريخِ يا قَلَمُ)
فإنّما هو أَمْرُ اللّهِ، قالَ: خُذُوا
واستَمْسِكُوا بعُرى ” أيْلُولَ” واعتَصِموا
قُلْ إنِّهُ جاءَ عَبْدُاللَّهِ يُسْنِدُهُ
“جِبْريلُ” والفَيْلَقُ القُدْسيُّ والعَلَمُ
واللّهُ في قَلْبِهِ قَلْبٌ، وفي يَدِهِ
فأْسٌ، فما زالَ… حَتى لَم يَعُدْ صَنَمُ
ولَم تَعُدْ تَنْحَنيْ للقَحْطِ جائعَةٌ،
ولا يُقَبِّلُ أقْدامَ الظَّلامِ فَمُ
ّولَم يَعُدْ للأسى مِن ذاتِنا كُرَةٌ
تَلْهو بها كَفُّهُ السّوْداءُ والقَدَمُ
قُلْ جاءَ “أيْلُولُ”، لا تَدْري الحَقيقَةُ ما
تَقُولُهُ عنهُ، أو ما يُخْبِرُ الحُلُمُ
تَغَسَّلَ الوَقْتُ مِن أدْرانِهِ، ورَمى
بعُرْيهِ وكَساهُ النُّورُ، والنّعَمُ
وازّيّنَ الحَرْفُ بالمَعْنى وزانَ بهِ
وفاحَ واسْتَنْشَقَتْ أطْيَابَهُ الأُمَمُ
ومنهُ أصْبحَ في أفْواجِ نَشْوَتِهِ
نِصْفيْ يَسيرُ إلى نِصْفيْ ويَلْتَحِمُ
عِيدٌ؟ نَعَمْ هو عِيدٌ، إنّما هو في
جَمالِهِ مِن نُفُوسِ القُبْحِ يَنْتَقِمُ
عِيدٌ تَأَلَّفَ مِن أشْلاءِ أفْئدَةٍ
تَفَجَّرَتْ ليَضُوعَ الحُبُّ والقيَمُ
وكيْ يُراقَ على سَمْعِ الزّمانِ غِنا
ولا يُراقَ على سَمْعِ الزّمانِ دَمُ
عِيدٌ تُحيطُ بهِ الأعْيادُ، مِن فَمِهِ
تَسْتَلْهِمُ البَسْمَةَ الأزْهى وتَبْتَسِمُ
فلَم تَعُدْ في بَنانِ اللّيْلِ أُغْنِيَةٌ
تَبْكي، ولا بَيْنَ أوْتارِ الضُّحى ألَمُ
ولَم تَعُدْ في شِفاهِ العُمْرِ بَسْمَلَةٌ
يَمْتَصُّها الداءُ، أو يَمْتَصُّها العَدَمُ
قُلْ إنّ “أيْلُولَ” فَرْدٌ لا شَريكَ لهُ
ودَعْكَ مِن “قالَ أقْوامٌ” ومِن (زَعَموا)
وقُلْهُ “أيْلُولَ” أو”سِبْتَمبَرًا” فلَهُ
أسْماؤهُ، ولهُ في جَمِّها حِكَمُ
قُلْ جاءَ بالحَقِّ، يَتْلُو والشُّموسُ مَعًا
ما تُنْزِلُ الثّورةُ الكُبْرى بمَنْ ظَلَموا
فكانَ ما كانتِ الأوْثانُ تَحْذَرُهُ،
وكانَ يَسُعى إليهِ “القُدْسُ” “والحَرَمُ”
ما شاءهُ النُّورُ، ما شاءَ الذينَ على
أعْدائهِ بمَصابيحِ الهُدى هَجَموا
وما أرادَ شَبابٌ ثائرٌ دَمُهُ،
لا ما أرادَ البَلى، والعَجْزُ والهَرُمُ
وبُرِّئتْ لُغَةُ الأحْرارِ مِن لُغَةٍ
حُروفُها والمَعاني كُلُّها “نَعَمُ”
والحَمْدُ للّهِ، إنّ اللّهَ قالَ: أنا
ما قالَهُ الحُرُّ، لا ما قالتِ الخَدَمُ