منبر حر لكل اليمنيين

العولقي يكتب عن هزيمة منتخبنا من فيتنام

22

* أبدأ من حيث أغبى تبديل عرفته ملاعب كرة القدم القديمة و الحديثة معا..
* الدقيقة الأخيرة من الوقت بدل الضائع.. و منتخب فيتنام متقدم بهدف.. و منتخبنا في أمس الحاجة لكل ثانية..يجري مدرب منتخبنا الأولمبي ميروسلاف سكوب تغييرا غير مفهوم.. امتص من خلاله الدقيقة الأخيرة.. و سمح بالتالي للحكم إطلاق صافرة النهاية..
* هذا المشهد يلخص الفارق بين منتخبي اليمن و فيتنام..ويوضح لماذا فاز منتخب فيتنام؟ و لماذا خسر منتخب اليمن؟
* مع ذلك أسأل:
هل خسارة المنتخب اليمني بهدف قاتل جاءت من سوء نهج اللعب الدفاعي المبالغ فيه.. أم من سوء تمركز اللاعبين في لقطة الهدف؟
* هل أخطأ سكوب خطأ جسيما بعدم إدماج لاعب رواق أيمن حقيقي منذ البداية.. أم أن منظومة اللعب أساسا خاطئة؟
* الحقيقة أن الاستراتيجية التي انتهجها سكوب تتمثل في عدم استقبال هدف.. و بس..
* و الحقيقة المرة الأخرى أن سكوب أصلا لم يفكر في كسب المباراة.. و ألغى من مفكرته التكتيكية تسجيل هدف..
* طريقة لعب سكوب المتحفظة 4/1/4/1 تقول إنه جاء ليدافع من الحلقوم حتى النخاع الشوكي..و بس..
* طريقة سكوب كان يمكن هضمها في الشوط الأول لوضع منتخب فيتنام تحت الضغط النفسي في الشوط الثاني..لكن الذي حدث أن سكوب نفسه و في شوط المدربين ناب عن الفيتناميين.. واضعا لاعبيه تحت مقصلة الفعل الفيتنامي و رده..
* هل جاء هدف فيتنام ضد مجريات اللعب؟
بمعنى هل كان منتخبنا الأفضل من حيث الانتشار الطولي و العرضي؟
* من دون شك لا..الهدف جاء نتاج قتامة الأسلوب الدفاعي..نتاج اهتزاز في التغطية..نتاج تراكم الركنيات..نتاج سذاجة الرقابة ..
* في كرة القدم.. أخطر الدقائق هي الأخيرة.. لأن اللاعبين يكونون منهكين و تركيزهم يقل..فماذا فعل سكوب ليتجنب سيناريو الإعياء الذهني؟
* بالتأكيد لم يفعل سيئا سوى أنه سمح للساحر الأبيض الفرنسي فيليب تروسيه مدرب فيتنام تحريك آلياته بالراحة دون ضغط و دون غطاء فني..سمح له أن يكسب المعركة البدنية و فارق المواجهات الفردية..بسبب تموضعات بعض اللاعبين الخاطئة من الأساس..
* أقسم لكم:
فيتنام منتخب متواضع جدا فنيا يمكن افتراسه بسهولة.. لكنه يغطي على هذا العيب بالجماعية و اللياقة البدنية العالية..
* منتخبنا كان في وسعه هزيمة فيتنام لو تسلح لاعبونا بالثقافة الهجومية.. و لو أحسن سكوب تحرير الوسط برواقين سريعين مثل محمد بوتشي و الخضر الدوح.. و ترك حرية المساحة من العمق لقاسم الشرفي و أحمد ماهر..
* لقد تصور سكوب و هو يعتنق تكتيكا رماديا أنه يواجه منتخب كوريا الجنوبية أو اليابان أو حتى أستراليا..لذا ظل يبحث عن هزيمة صغيرة تبقيه بغباء على قيد الحياة..
* خسر منتخبنا مباراة ما كان يجب أن يخسرها لو لعب بنهج واضح و وثق اللاعبون في قدراتهم الفنية.. لكن ماذا تفعل إذا كان مدربك مثل القط توم لا يفهم حتى بعد خراب مالطا..؟
* كانت النقطة الأكثر درامية عندما تقدمت فيتنام قبل خمس دقائق على نهاية المباراة.. تصورت أن يطلب سكوب من لاعبيه البحث عن بديل للهدف و يحرر لاعبي الوسط من القتامة الدفاعية..لكنه بغباء شديد استهلك الوقت بتبديلين امتصا كل الوقت.. فسألت من حولي:
هل سكوب يدرب منتخب فيتنام حتى يقدم لهم الفوز على طبق من قمر الدين؟
* حتى لا أبدو قاسيا على سكوب ألتمس له هذا العذر:
ربما اكتسب هذه البلاهة التكتيكية من اتحاد كرة بينه و بين الفشل عشرة عمر.

*من صفحة الكاتب في فيس بوك.

9/9/2023

تعليقات