هل خاضت السعودية الحرب في اليمن لاستعادة الشرعية أم لاستعادة المرتبات ؟
تأكد لليمنيين أن جميع أسباب الحرب كانت كاذبة ، وغبي من يعتقد أن هناك خلاف بين الحوثيين والسعودية ، لقد بينت الحقائق أن العامل المشترك بين السعودية والحوثيين هي بريطانيا وأمريكا ، ولم يكن الهدف إسقاط الحوثي واستعادة الدولة والحفاظ على الشرعية ، بل كان الهدف التأسيس لحرب أهلية ، فبعد تسع سنوات على الحرب لا تزال الجراح تنزف وتحولت اليمن إلى دولة فاشلة ، بعد أن ارتكب جميع الأطراف كل جرائم الحرب القذرة التي لن يطمس معالمها الزمن .
وهاهم اليوم يختزلون مأساة اليمن إلى مطالبة الحوثيين بدفع المرتبات ، وروجوا للانتصار عليه ببيع شركة الاتصالات للإمارات ، وكأن نصف مليون قتيل وضعفهم جريح ومعاق ، والتمزيق الذي أصاب البلد لا يساوي شيئا في العرف الأخلاقي ، بل وتتصرف دول الرباعية والأمم المتحدة وكأن هذه الحرب لم تحدث ، وكل ما على اليمنيين أن يطووا الصفحة ويتوقفوا أمام المرتبات التي هي حق لهم ، ويرقصون فرحا في تقاسم الإماراتيين والحوثيين شركة الاتصالات وتسوية الأوضاع مع الحوثيين .
والسؤال الذي يواجهنا ، من الذي سيعتذر لقتلانا ؟ ومن سيعتذر عن تدمير الدولة وتمزيقها ؟ ومن سيعتذر للمشردين في الداخل والخارج الذين تمزقت أسرهم وتعرضوا للإهانات والذل ؟ فهل دفعنا هذا الثمن من القتلى والجرحى والتمزيق والشتات لأجل ينتهي بنا الأمر للمطالبة بالمرتبات ونتصارع حول من هو السيد الأفضل ، الحوثي ، أم الإمارات ؟ وأخيرا هل يمكن لأنصار السعودية والإمارات أن يدعوا بأن الدولتين حققت شيئا لليمن ؟