حازب والزنم وعاطف السوط الذي يجلد به الحوثي المطالبين بمرتباتهم
يتعامل الحوثيون مع اليمنيين على أنهم عبيد وأقصى ما يمكن للعبد فعله هو تجديد عقد العبودية ، ومن يطالب بأجر مقابل عمله ، فهو خائن ، لأنه تمرد على قانون العبودية ، وهم لا يعترفون بوجود اليمني خارج هذه العلاقة القائمة على سيد وعبد ، وهناك للأسف الشديد من جسد هذه الثنائية ، أمثال حسين حازب وعلي الزنم وأمين عاطف وكثير ممن يطلقون على أنفسهم مشايخ قبائل أو قادة سياسيين ، فصناعة الطاغية تعادل في كثير من الأحيان صناعة النخب ، فيتبادل الأسياد والعبيد السادية ، بحيث يرضى الجميع على الوضع التبادلي الطبيعي ، السيد يصرخ ليرهب والعبد يصرخ من الألم ، تبقى في تلك العلاقة المريضة عبقرية التبرير التي يقوم بها من ذكرتهم لمناصرة السوط الذي يجلد أبناء جلدتهم .
من وجهة نظر هذه العصابة السلالية الكهنوتية أن حياة اليمنيين تقوم على العبودية ، ولهذا يصدرون الفتاوي بعدم أحقية العبد للراتب ، ولا يهم بعد ذلك من أين سيأتي هذا العبد بإيجار بيته ولا من أين سيوفر قيمة الماء والكهرباء ونفقات مدارس الأولاد ومتطلباتهم المعيشية ولا ما تحتاجه الأسرة في الجانب الصحي وعليهم أن يتحملوا جرائم هذه العصابة وعدوانها وافتعالها للحروب واستعدائها للعالم وإدخال اليمن في عداء مع الآخرين وعلى العبيد أن يدفعوا فاتورة حروبهم وإجرامهم ويدفعوا الزكاة والضرائب والجمارك مرتين وفارق المشتقات النفطية والغاز والتبرع بالمال في عيد ميلاد الرسول وعلي وفاطمة والحسن والحسين والخميني وقاسم سليماني والقدس والغدير وكربلاء ، وفوق كل هذا عليه أن يتنازل عن راتبه وإذا طالب به فهو خائن وعميل .
طالما العبيد يطالبون بمرتباتهم فهم يعملون مع السفارة الأمريكية ، تعالوا نشوف كيف تعادي أمريكا هذه العصابة ، أوقفت أمريكا معركة تحرير الحديدة لتنقذها من هزيمة محققة ، وصنعت لها اتفاق ستوكهولم لتبقي ميناء الحديدة بيدها وساعدتها على ابتلاع دخل الميناء الذي نص الاتفاق على أن يذهب إلى بند المرتبات ، ورفضت تصنيفها كجماعة إرهابية وعينت مبعوثا خاصا يفاوض لصالحهم ويقرر الهدنة نيابة عنهم ، ثم بعد ذلك من يطالب بمرتبه فهو عميل لأمريكا .
أظن أننا أمام خيارين لا ثالث لهما ، إما أن نغضب ونثأر لحقوقنا على طريقة الأنبياء والرسل وكل أحرار العالم ، أو أننا نسير في ركب العبودية التي اختطها أمثال حازب الذي يطالب الناس بالتفرغ للاحتفال بمولد الرسول وترك المطالبة بالحقوق ، أو الزنم وعاطف اللذين يطالبان حزب المؤتمر بدفع المرتبات نيابة عن هذه العصابة ، فالعبيد لا يلجأون للأخلاق لاكتشاف مواطن الضعف في سيدهم المصنوع ، إنما يبحثون عن طرق سماوية للقبول بالمذلة ، حتى لو كان مخ سيدهم من الأميبيا ، يبررون بلاهته وتفاهته ، يجب أن يكون هناك مكان للغضب في أنفسنا ، لكي نسقط قوى دعم الطاغية ، ومن ثم سيترنح الطاغية من تلقاء نفسه ، وما طاغية رومانيا تشاوشيسكو عنا ببعيد ، والعاقبة للأحرار وليس للعبيد .