منبر حر لكل اليمنيين

إجهاض نادي الأكاديميين

25

منذ لحظة التأسيس وحتى اليوم، لم أكتب كلمة واحدة في هذا الملتقى أو النادي، لإيماني المطلق بأن النخبة نكبة، ولو كانوا غير ذلك، لما بلغوا هذه المرحلة من التجويع والإهانة والإذلال، ولما وصل البلد إلى ما وصل إليه من شتات وتمزق وحروب وعنصرية واستبداد، وهم أرباب الكلمة وسدنة الفكر، والأمل الذي يعول عليه الشعب والوطن…
النخبة الأكاديمية تمتلك أقوى سلاح وهو سلاح الكلمة والمعرفة، سلاح القلم، وهو أثمن وأفتك من سلاح البندقية والرشاش والصاروخ، ولذا، يهابه أرباب السلطة ويتآمرون عليه، ويتهم صاحب الكلمة الحق والقلم الحر بالخيانة والزندقة والكفر والعمالة، ويتعرض للانتقام والتعذيب والقتل، والشواهد كثيرة في كل صفحات التاريخ، قديما وحديثا…
لقد تواصل معي كثير من الزملاء عند بداية تأسيس النادي، وعاتبوني على الصمت وعدم المشاركة، فقلت لهم بالحرف الواحد: إنه وإن كانت أهداف النادي سامية، ونوايا الأغلبية من الأكاديميين صادقة، إلا أن النادي سيتحول في أول محطة له إلى مصيدة للأحرار والشرفاء، وأن تنابلة الحاكم – كما أسماهم الشاعر الجواهري- سيتمكنون من الغدر بزملائهم وبيع قضيتهم العادلة بثمن بخس، وأنهم سيسخرون النادي؛ لتحقيق مصالحهم الشخصية…
لقد تحقق التنبؤ في أول محطة فعلاً، وها هو النادي أصبح مسرحا للتنافس على السراب والأنانية والخيبات، علاوة على أنه أصبح أداة قمعية لإخراس أي صوت حر، ورفض أي رأي، بل بلغت المسخرة إلى التهديد والوعيد بطرد من يطرح فكرة أو مقترحا يخالف رغبات السادة القادة من المجموعة، وتوزيع صكوك الوطنية والخيانة حسب المزاج الشخصي والهوى السياسي…
الخلاصة، قضي الأمر الذي فيه تستفيان، ومن بقي لديه ذرة من الأمل في هذا النادي، فليغسل عقله بالماء والصابون عشر مرات في اليوم والليلة.

تعليقات