منبر حر لكل اليمنيين

آل البيت أساس الفاشية والنسخ الهادئة منها غير آمنة

26

أستغرب من أولئك الذين مازالوا يرجون السلام من الحوثيين ، أو يعتقدون بأن الحوثي يمكن أن يذهب نحو سلام شامل وعادل ، أذكر أن أحد السفراء الغربيين في إحدى لقاءاتي به ، قال لي ، لماذا لا تتعايشون مع الحوثيين ؟ فقلت له ، بل قل لماذا لا يتعايش الحوثيون معنا ؟ أما نحن فقد تعايشنا معهم ، بل ووضعنا أسس التعايش في أول هدف من أهداف الثورة اليمنية الذي نص على التحرر من الاستبداد والاستعمار وإقامة حكم جمهوري عادل وإزالة الفوارق والامتيازات بين الطبقات ، بينما هم يؤسسون لعدم المساواة وللتمايز الطبقي .

تذكرت سؤال هذا السفير الذي ربما يرى نفسه أنه استهدف من قبل الثورة اليمنية كمستعمر جنبا إلى جنب مع امتداد الحوثي المستبد ، وقلت له ، نحن كدولة ، كنا ندفع المرتبات ، والحوثيون سرقوها ، كنا ندفع بأطفالنا إلى المدارس ، والحوثي دفع بهم إلى جبهات القتال ، كنا نحرص على التنمية ، والحوثي حرص على تعطيلها ، كنا نحرص على الحريات والتعددية والحوثي حرص على تكميم الأفواه ، كنا ننشد الحياة لنا ولكم ، والحوثي ينشد الموت لكم ولنا .

قلت له ، كانت صنعاء مدينة مقدسة وهي أرض السلام والأدباء والمفكرين والفنانين ، فحولها الحوثيون إلى مدينة للجهل والفقر ، كنا نعلم أولادنا الحرية والشرف ، فجاؤوا يعلمونهم الجاهلية التي هي صنيعة آل البيت ، نحن آمنا بمحمد ونصرناه وآل بيته ارتبطوا بالجاهلية والفاشية كانت من تأسيسهم ، أكلوا قلوب القتلى في المعارك
وقتلوا المخالفين لهم ، واعتبروا أن الخضوع لهم ليس تطوعا بل واجبا يقتضيه مركزهم السلالي .

والسؤال الذي يطرح نفسه ، كيف يعتقد البعض أن من كان هذا تفكيره وتلك نشأته يمكنه أن يجنح للسلم ، وقد عاشت بلادنا عدة قرون تحت سطوة وسيطرة آل البيت ولكن بعد معركة فكرية وعسكرية خاضها الثوار ضد الكهنوت الإمامي ، فانتصروا في السادس والعشرين من سبتمبر ، تقودهم عقولهم الحرة وضمائرهم الحية ، وقادوا مسيرة الحرية والتنوير وأسسوا للعدالة والمساواة ، لكن آل البيت بنسختهم الفاشية أو الهادئة لم يندمجوا مع هذه العدالة والمساواة وظلوا يتربصون بنا .

إنهم أرواح شريرة ، يحاولون توظيف الموروث الديني الزائف ، لتدمير اليمن واستباحة دماء الشعب وتفكيك المجتمع ، ومن يطالب بحقوقه رموه بالخيانة والعمالة وتنادوا له بالعداوة وسخروا له صبيانهم وجهالهم من عبيد الكهنوت ليرموه بالحجارة أو يقتلوه ، كما حدث مع مجلي الصمدي ، ذلك البطل الذي كشف زيف آل البيت الذين سرقوا مرتبه ومرتبات اليمنيين ، ولما طالبهم بمرتبه وقال لهم خذوا الجنة لكم ، قالوا إلا رسول الله ، فعلى أي أساس مازال البعض يعتقد أن هذه الشرذمة ستجنح للسلام ؟ عليكم أن تتوحدوا وتلتفوا حول بعضكم البعض ، ولن تحتاجوا لسلاح لإسقاطهم ، يكفيكم استخدام مخلفاتكم لرميها في وجوههم ، كي تدفنوهم بها.

تعليقات