ضاقت علي كأنها تابوتُ
لكنما يأبى الرجاء يموتُ
يا صاحبي إن رحت عنك مودعا
بعد الرحيل أينفع الياقوت؟
أنا أكره الشكوى وأكره ضعفها
والله يشهد انني لصموتُ
لكنما سحق الزمان مشاعري
وطوى يدي بسحره هاروتُ
أرأيت حيا ميتا متماسكا
متفائلا وله الأماني قوتُ؟
هذا أنا سرقت شبابي غربتي
وتنكرت لي أعين وبيوتُ
يا صاحبي أنا كالعراق ممزق
أنا كالعراق بلا معين غدوتُ
عجل فإن الصمت أخرس ضحكتي
واضيعتاه إذا الأوان يفوت
أقول الاه كي تشفي غليلي
وتجرحني وأحسبها دوائي
على جمر تسير بي الليالي
ولا نور أمامي أو ورائي
يزور الحزن قلبي دون إذن
وتمطر دونما غيم سمائي
أنا الصمت الحريق
أنا الشحوب
أنا صبر العراق على البلاءِ
أنا لا أستريح على فراشٍ
وفي جنبي هم كربلائي
تقول أراك مبتسما تغني
وكم يحتاج مثلك للبكاءِ
وما تدري بأن بكاي صعبٌ
وأكبر من دموعي كبريائي
أشرق أم أغرب أم أطير
فشعري والهموم هما السرير
وان غنى الملوك جميل شعري
فإني ما ازال أنا الفقير
وآلافاً من الابيات أبني
وما في حوزتي بيتٌ صغير
لو أن الشعر يتبعه ثراءٌ
بنى قلبي الفرزدق أو جرير
ملأنا الأرض أزهارا وحبا
وفي أعماقنا هم كبير
ونقضي العمر نكرانا وفقرا
وبعد الموت أعلاماً نصير