الإيرانيون يتشدقون بالوحدة ويمارسون فجور الانفصال
كثيرًا ما نسمع عن المثل القائل ( يقتل القتيل ويمشي في جنازته).. هؤلاء هم الإيرانيين الذين تتناقض أقوالهم مع أفعالهم.
تصريح الخارجية الإيرانية بشأن سعيها للحفاظ على وحدة اليمن أثار سخرية واسعة في عدة أوساط سياسية و إعلامية و مجتمعية يمنية، وجاءت هذه السخرية نتيجة لتناقض الأفعال الإيرانية مع الأقوال التي تطلقها، فعلى الرغم من تأكيدها على دعمها للوحدة اليمنية، إلا أن إيران تدعم مليشيا الحوثي الطائفية في مناطق سيطرتها وهذا الدعم يُعدُ تدخلًا سافرًا في الشأن الداخلي اليمني أمام صمت دولي معيب.
إن ايران لم تدخل منطقة، إلا و أثارت فيها النعرات الطائفية، ومزقت النسيج الاجتماعي، وعملت على تدمير الوحدة الوطنية في إطار الجسد الوطني الواحد ، واليوم يتشدقون بالوحدة اليمنية ، إنهم” يكذبون كما يتنفسون”.
إيران تتحدث عن الوحدة اليمنية، بينما في حقيقة الأمر، تعمل على أرض الواقع على تغذية الانفصال ، و الشاهد على ذلك أنها و من خلال المكتب الجهادي للحوثيين، والذي تسيطر عليه، عملت على إنشاء نقاط جمركية انفصالية في المناطق الشطرية..
إيران التي تتشدق بالوحدة اليوم ، هي من بدأت بعملية دعم الانفصاليين، و إنشاء حركات انفصالية في اليمن منذ مطلع تسعينيات القرن الماضي، و أيضًا عملت على تغذية الطائفية ، و تمزيق النسيج الاجتماعي ، وضرب الوحدة الوطنية، و عملت على ضرب كل أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية، ممن كانوا في جهاز الدولة، واستبدلتهم بعناصر موالية لها تتبع للحرس الثوري الإيراني
و حقيقة ،لم يكن التدخل الإيراني في اليمن لمصلحة الشعب اليمني، بل كان السلاح الأقوى الذي اتخذته مليشيا الحوثي لتدمير البلاد ، وقتل العباد من خلال الدعم الكبير الذي تلقته المليشيا الحوثية من الشيطان الأكبر ( إيران)، دعمًا ماديًا وعسكريًا ، مما منح مليشيا الحوثي فرصة للتمدد ، وإطالة أمد الحرب، و تفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد.
التدخل الإيراني في الشأن الداخلي اليمني هو خرق لجميع القوانين الدولية ، وتدخلًا سافرًا حاولتْ معه الشرعية اليمنية تحذير المجتمع الدولي ، وطالبتهم بمنع هذا التدخل ، لكن القوى العالمية لم تعمل شيء إزاء ذلك ، وظلت إيران تعمل لصالح مليشيا الحوثي على مدى السنوات الماضية ، فقدمت للمليشيا الحوثية الأسلحة والتدريبات اللازمة ، وكل ما يمكنهم من الاستيلاء على الأرض.
اليوم ، وبدون خجل تصرح وزارة الخارجية الإيرانية أنها مع اليمن ، و مع الحفاظ على وحدته واستقراره.. والسؤال الذي نوجهه لوزارة النفاق الإيراني هو: هل قيامكم بتسليح مليشيا الحوثي ، ونشر الفتن الطائفية في اليمن التي عززتها دولتكم ، وقيامكم بِمَد المليشيا بالسلاح والألغام التي حصدت آلاف الأرواح من اليمنيين هو قصدكم بالحفاظ على اليمن و وحدته؟
إيران ليست غريبة عن استغلال الصراعات الطائفية في المنطقة لتحقيق مصالحها السياسية ، فقد شهدنا كيف قامت بدعم الميليشيات الطائفية في العراق وسوريا، والتي أدت إلى زعزعة استقرار تلك البلدان ، وتفاقم الأزمات فيها.
بالتالي، فإن تصريحات الخارجية الإيرانية بشأن دعمها للوحدة اليمنية تشبه في فجورها تصريحات الإيرانيين بأنهم لا يتدخلون في الشأن اليمني، فالواقع يؤكّد أن إيران تدعم مليشيا الحوثي المُسلحة ، و تزرع الفتن الطائفية في اليمن، مما يُعزز الانقسامات ، ويعرقل جهود تحقيق السلام والاستقرار في البلاد.