الكرامة الحوثية ما بين النعال السعودية و الروث الإيراني
تعتبر الكرامة من أهم القيم التي يتمسك بها الإنسان، فهي تمثل حقه في العيش بكرامة واحترام. ومع ذلك، يبدو أن الحوثيين في اليمن يتحدثون دائمًا عن الكرامة، في حين يقومون بأفعال تتناقض مع أقوالهم، و تنقص من قيمة اليمن وتشوه سمعة الشعب.
يتبنى الحوثيون حملة دعائية مستمرة تتحدث عن الكرامة والعزة، لكن وبكل وقاحة وبجاحه يخرج الحوثيون في وسائل الإعلام و في خطاباتهم يتحدثون عن الكرامة، و أنهم ليسوا مع إيران، مع أن إيران تستخدمهم كأوراق التواليت، و هذا ما حدث و يحدث و يلاحظه المتتبع للأحداث في اليمن و الخليج، ولكن الواقع يروي قصة مختلفة تمامًا.
ففي الواقع، يقوم الحوثيون بنهب المال العام بمبالغ ضخمة، حيث يُقدر مجموع الأموال التي نهبوها بأكثر من 2 تريليون و400 مليار ريال. وبغض النظر عن الأموال التي يتم سرقتها، يتهرب الحوثيون من صرف رواتب الموظفين، مما يتسبب في تفاقم الأزمة الاقتصادية والإنسانية في اليمن.
ومن اللافت، أن الحوثيون يلجؤون إلى التسول لدى المملكة العربية السعودية; لصرف رواتب الموظفين. يطلبون بلا حياء من السعودية أن تدفع لهم الأموال التي نهبوها من خزائن اليمن.
هذا يظهر فشل الحوثيين في إدارة الشؤون المالية والاقتصادية للبلاد، ويجعل أي حديث عن الكرامة يبدو مجرد سخرية وتسول.
تسول الحوثيون للمرتبات من الأشقاء في العراق و سرقة الناقلات النفطية التي أرسلت لسداد تلك المرتبات هو أمر يستحق الاهتمام والتساؤل. فعلى الرغم من أن الحوثيين يتحدثون كثيرًا عن الكرامة والاستقلالية، إلا أن تصرفاتهم تثبت أنهم ينقادون ويلهثون خلف إيران يلعقون روثهم، وكأنهم قطيع من النعاج.
الحوثيون يدَعون أنهم يدافعون عن الكرامة والحرية والعدالة، ومع ذلك فإن سجلهم يظهر العديد من الانتهاكات والجرائم التي ارتكبوها بحق الشعب اليمني رجالًا و نساءً و أطفالًا.
فقد نهبوا ودمروا الممتلكات العامة والخاصة، وقتلوا الأبرياء، ونشروا الفوضى والعنف في البلاد، و هذه التصرفات لا تعكس قيم الكرامة والعدالة التي يدعون إليها.
وما يثير الدهشة هو أن بعض الأشخاص يتحدثون عن الكرامة الحوثية وينسون أن للشعوب ذاكرة، فالشعوب ليست ساذجة ولا تنسَ ما أصابها من آلام ومعاناة على يد الحوثيين، إنها تحمل ذاكرة طويلة و تتذكر تمامًا ما فعله هؤلاء الأشخاص بأبنائها وممتلكاتها.
وفي هذا السياق، يجب أن ندرك أننا نعيش في عصر الإعلام المفتوح، حيث يمكن للجميع رؤية وسماع ما يحدث في أي مكان في العالم، وبالتالي فإن الأعمال والجرائم التي يرتكبها الحوثيون لن يمكن أن تختفي أو تخفى عن العيون.
فقد شاهدنا مؤخرًا الإيرانيين وهم يتباحثون مع السعوديين في الرياض حول حقل الرميلة وكل ما يتعلق بالنظام الإيراني، وقد وصلوا في مراحل متقدمة في جميع الملفات. وهذا يعني أن إيران تستغل ما فعله الحوثيون من نهب وتدمير وقتل لصالحها الخاص.
وقد أصبح من الواضح أن إيران تطرح ملف اليمن كأداة للتهديد والابتزاز، حيث تقول تقريبًا للعالم “إذا لم تحققوا رغباتي، فسأرسل لكم حوثيين لتخريب المنطقة”. إن هذا السلوك لا يمكن أن يعزز الكرامة والحرية والعدالة التي يدعون إليها.
إذًا، فإن الحوثيين يتصرفون بطريقة تتنافى مع القيم الإنسانية والأخلاقية، فهم يستمرون في نهب أموال الشعب اليمني، ويتسولون من دولة أخرى لصرف رواتبهم المسروقة.
يجب أن نسأل أنفسنا، ما هي الكرامة التي يتحدث الحوثيون عنها؟ فالكرامة ليست مجرد كلمات فارغة، إنما هي مبدأ يجب أن يتحلى به الحكام والقادة لخدمة شعوبهم وسعيهم لتحقيق العدالة والازدهار.