منبر حر لكل اليمنيين

في (حَرَازَ) وقد صار تحتي الفَضاءْ

44

في (حَرَازَ) وقد صار تحتي الفَضاءْ..
كاد يَلمسُ رَأسِي زُجاجَ السَّماءْ..
كِدتُ أَسمَعُ صَوتَ المَجَرَّاتِ خلفي
وصَمتَ الفَناءْ..
كِدتُ أَستَرِقُ السَّمعَ..
أَقرأُ في اللَّوحِ..
أََقطِفُ مِن سِدرةِ المُنتهَى
ما أَشاءْ..
كِدتُ أَطرُقُ نافذةَ الما وَراءْ..

كان يَهبطُ بالقربِ مني قضاءٌ
ويَصعدُ بالقربِ مني دُعاءْ..
كنتُ بين السِّمَاكَينِ عنقودَ ماءْ..
كُلَّما لَامَسَ النورَ وَجهي أَضاءْ..
في (حَرَازَ) أَنا خارجَ الفيزياءْ
في (حَرَازَ) أَنا وَاقفٌ في الهَواءْ
في (حَرَازَ) أَنا مِن رِجالِ الفضاءْ

أيّها الأصدقاءْ..
ما لِقَلبٍ سَقَتهُ النجومُ اختِباءْ
كُلَّما مَرَّ في البالِ سِربُ الظباءْ
بِالعيونِ السَّماويةِ الكهرباءْ
طار قلبي..
وحَطّت يَدِي في الهَباءْ

كان حُلمًا -وما زال- ذاك اللقاءْ
ليته أَلفَ عامٍ يُطِيلُ البقاءْ
أَشعرُ الآن أني نَقِـيُّ الإناءْ
أَشعرُ الآنَ أني أُجِيدُ الغِناءْ

يا بلادَ السَّعيدةِ..
يا مَن لها بالنفوسِ الفِداءْ..
لي سؤالٌ سألقيهِ قبلَ البُكاءْ:
كُلُّ هذي الجبالِ
وهذي البحارِ
وهذا التراثِ
وهذا الثراءْ..
كُلُّهُ لم يُعَلِّم بَنِيكِ الوَفاءْ؟!!!
كُلُّهُ لم يُهذّب أَحاسِيسَهُم
بانتِماءِ الوَلاءْ؟!
كُلُّ هذا..
ولم يَشعروا بالحَياءْ؟!!!

أَين يا شُرفةَ الكَونِ..
يا قبلةَ الفَنِّ..
يا سورةَ الحُبِّ والكِبرياءْ..
أين يَنبتُ أبناؤُكِ الأَشقياءْ؟!
أين يُولَدُ مَن يَسفِكون الدّماءْ؟!!

تعليقات