منبر حر لكل اليمنيين

الألقُ

64

ذهبَ ولم يعدْ
ذهب إلى غير رجعةٍ
ذلك الألق الذي يجعلكَ تتعثَّر وأنت تبحث عنِ الباب
وفي يدكَ مفتاحٌ
تظنُّ أنَّه كتاب.

ألقُ الحبِّ الأوَّل الذي ستعثر لاحقاً على سواه
ويبقى غصَّةً في الحلق
إلى الأبد
الألق الغدَّار
يفتح ذراعيه لما يلقاك
كأنَّه صديقٌ هشٌّ
يطعنكَ كي ينساك…

الألقُ الذي بسببه جثوتَ أرضاً
وحلَّقتَ في السَّماوات
ونسيتَ أمَّكَ
وتجاهلتَ أباك
وأنتَ تعانق ابنك
أيُّها الحقير…

ذلك الألق الذي نقص خمسين ألف سؤالٍ من عمركَ
وزاد في أدب سائق القطار
لما رأى حبَّكَ يحتضر في شاشة الانتظار…

ذلك الألق
الذي جعل الطَّائرة تتمايل
والمضيفة تبتسم مُكرهَةً
والطقس يعود كما كان في خاطرك المنكسر
كي تسكب كأس ويسكي في أمانٍ
ذلك الألق الذي بسببه هاجرتَ
وتُهتَ
وحتَّى عندما عدتَ لم تلقه…

أيُّها المغفَّل
يا طالب الفلسفة
الذي لم يتجاوز معدَّله خمسةً على عشرين في الرياضيَّات.

الألق الذي يعود إليك الآن مثل وخزةٍ في أسفل البطن
وأنتَ ترى لا جدوى العودة
إلى تلك السنوات…

* شاعر مغربي؛ من مجموعة “سيرْكُ الحب”، محترف أوكسجين للنشر ٢٠٢٣

تعليقات