مسودة أولى لنص الجحيم
هذه المرة
لن أذهب إلى الجحيم
سأجلب الجحيم إلى حجرتي
وأنثره على السرير والوسائد والكتب،
هذه الدواوين الجاهزة للطبع،
سأبُلّها بالنار، وأشربها دفعة واحدة.
هذه الرأس الملغومة بالعَتَه،
سأثقبها بالفلفل الفاضح نعيق الغربان،
وبفحيح الخلوة الآسن في اللاشيء،
هذه الليلة المنبطحة جواري، كجرة نبيذ
سأعيدها إلى أمها في البراري،
وأطليها بمخلفات النسور وعمائم الفَكَهْ
هذه الأفكار التي يراودني أشرارها على الصمت
سأربطها على مؤخرة الريح،
وأنثرها بجعاً موؤدة في ظفائر الملل.
هذه الأصوات الجافة، كأصابع السمك في الرمل،
سأعجنها بكبريت اليباب،
وأصنع من روثها مساحيق الزينة الجديدة للضوء.
هذه الفوازع اللدنة في الوجوه، كبيوت البغايا
سأرشدها إلى بوابة الموتى، وسعال المحبطين.
هذه الأفواه المكتنزة في حلوق القطط
سأنفخ فيها روح الضلال،
وأعيدها فلقاً يئن على درج الهاوية.
هذه الهضاب المتسكعة في أبدان الجوعى،
سأضيئها بالفراغ،
وألمع أسنانها بأثداء الهاربات من فضولهن،
وقلق اللحظة الفارغة.
هذا السكون الشاحب بأبنائه النازفين، عمىً طائشاً بالمسنين
سأمسكه من ردائه النتن،
وأصعد به غيوم الخيبة
حجراً حجراً،
ثم أوزعه على أبابيل العدم
هذا النص الذي أكتبه الآن،
سأتبول عليه لاحقاً،
وأدفنه تحت شجرة الجحيم،
بعيداً عن أقدام السماء.