منبر حر لكل اليمنيين

الشاعر أحمد الجابري

52

جوّال ما بشتكي غدر الزمان لو جارْ
جوّال عمري وانا زي الفلك دوارْ
ما همني الشوك يدميني ولا النار
جوّال.. باكمل المشوارْ
ذلك هو الشاعر الكبير الأستاذ أحمد الجابري الذي قاسى الكثير من الألم وظل يمنحنا الكثير من البهجة والمتعة بقصائده المغناة بأصوات كبار المطربين اليمنيين..
ظل الجابري يبدع ويتدفق عطاء شعريا منقطع النظير رغم مرارة الواقع من حوله، فهو إنسان مسكون بالحب والجمال، تفيض روحه بإبداع مترع بالروعة والدهشة، وتعلق في الذهن أبياته منذ الوهلة الأولى وتلامس وجدان السامع ليجد نفسه مسكونا بها..

يجسد الجابري المعاناة بصدق ويصف بلغة سامية لواعج الحب والاشتياق.. ويناجي (نُجيم الصبح) و (طائر الأشجان):
“طير أيش بك تشتكي قلي أنا مثلك غريبْ
كلنا ذقنا هوانا واكتوينا باللهيبْ”
وكلما قسا الزمن واشتدت مرارته من حوله أنشد الجابري:
“ما بشتكي غدر الزمن لوجار”
وكلما أحاط به الخذلان والتنكر أنشد:
“عهد المحبة انتهى
ما عاد ينفع صديق
راحوا الحبايب وغابوا
كل من في طريق
رموا بقلبي على نارْ
ما عاد ينفع تذكار”

عشرات القصائد التي أبدعها الجابري شعرا منذ خمسينيات القرن المنصرم قصائد مترعة بالشجن والحنين وبلوعة الحب والغرام:
“المي والرمله
تشهد على حبي
نبلة على نبله
مغروزة في جنبي”
بين جوانح هذا الشاعر العذب وفي قلبه تزهر المحبة
الجابري شاعر وناقد كبير ومثقف من طراز رفيع..
زرته يوم أمس ورغم أن الزيارة كانت إلى العيادة التي يتلقى فيها العلاج بالقاهرة إلا أن ذهنه المتقد جعل تلك الدقائق ممتعة بمتعة حديثه عن الشعر وموسيقى الشعر والعروض وذكرياته في قاهرة المعز التي درس فيها وتخرج منها في خمسينيات القرن المنصرم..
الجابري قامة إبداعية كبيرة وصاحب تجربة ثرية ومميزة ليس فقط على مستوى كتابة القصيدة ولكن للجابري جهود في الكتابة النقدية وله جهود مميزة في الكتابة عن العروض يعتزم طباعة تلك الأعمال التي ستضيف الكثير إلى المشهد الثقافي..
نتمنى عاجل الشفاء لهذا الشاعر الإنسان الذي ملأ حياتنا نغما عذبا ونأمل أن توليه الدولة الاهتمام الذي يليق بإنسان نذر روحه وإبداعه للوطن أرضا وإنسانا ..
وتحية لمرافقه الوفي الأستاذ العزيز عبدالمؤمن الشوافي.

تعليقات