منبر حر لكل اليمنيين

الفنان فؤاد الكبسي

31

تسمع الفنان فؤاد الكبسي في الثمانينيات وتسمع أغانيه في العقد الثالث من الالفية الثالثة وتجده فنان لم يشخ؛ إذ مازال في عنفوان الالتزام بما انصهرت عليه علاقته بالأغنية الصنعائية التي يمثل امتدادا لجيلها من الأسماء الكبيرة من جيل ما بعد الرواد كالسنيدار والحارثي والآنسي والسمة والمرشدي ومحمد سعد عبدلله…الخ وهي مهمة ليست باليسيرة في مجتمع غير مستقر في علاقته بالمنتج الثقافي؛ فعلى الرغم من الخسارة التي مُني بها فؤاد عندما أسس شركة الفؤاد للإنتاج عاد للساحة بدماء جديدة معلنا ولائه للغناء أولا و أخيرا…وها هو يقتحم منصات التواصل الاجتماعي للتسجيلات المرئية ويقدم ذاته بنفس المستوى الذي عرفناه صوتا ونصا وغناء ولحنا وعزفا وتأسف للعدد القليل من المشتركين في قناته في يوتيوب.

قائمة من أغاني الرجل يمكن ضمها لقائمة أهم مئة اغنية يمنية في القرن العشرين وما مضى من القرن الواحد والعشرين… فلكل أغنية من أغانيه ملكوت ثقافي مختلف عن الأخرى، ما يجعل من تجربته موسوعة في علاقته الثقافية بالغناء الصنعائي… حتى ولا أطيل لنتوقف مثلا عند أغنية “طوى الضلوع وكسر”، والتي اعتبرها من أهم ملحماته الغنائية التي يمكن الاعتداد بها ضمن كوكتيل من الأعمال التي تمنحنا فرصة تجديد الاحتفاء بفؤاد؛ وهي أغنية من الأغاني الثقيلة الوزن والتي تتجلى من خلالها عظمة الفن باعتباره عنوانا أصيلا من عناوين اليمن.

وأنت تتبع وقع مسار العزف والغناء ستلاحظ عظمة اللحن الذي صاغه فؤاد لكلمات الشاعر الراحل حمدان المنتصر…فاللحن يحلق بك بعيدا وهناك في الأعالي تستمتع بتأمل قرار وجواب كل مقطع من مقاطع الأغنية، التي تتدفق في جوفك كشراب معتق من رقصة الفاكهة على ايقاع الأولى!

تعليقات