منبر حر لكل اليمنيين

الإمامة أُس التشيع.. لماذا اختلتْ صنعاء؟!

20

“صنعاء هي قصبة نجد اليمن، وقد كانت أَجَلّ من زبيد وأَعْمَر وكان الاسم لها. وأمّا اليوم فقد اختَلَتْ غير أن بها مشايخ لم أرَ بجميع اليمن مثلهم هيئةً وعقلا. ً ثم (هي) بلدٌ رَحْب كثير الفواكة رخيص الأسعار ولا تسأل عن طِيب الهواء فإنّه عَجب”. ‏[المقدسي، رحالة زار اليمن في النصف الثاني من القرن الـ4 الهجري (سنة 370 هجرية على وجه التقريب)، الاقتباس من كتابه “أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم”] لكن المقدسي لا يخبرنا لماذا اختلتْ صنعاء في ذلك الحين؟! هل يجوز تفسير الماضي بالحاضر؟

* * *

معكم “شدفة” من البلاد انتزعتوها بالقوة، قطعة صغيرة معزولة عن العالم، فصلوها كوت وإلا عمامة وإلا يلق. اعملوها هنجر وإلا سجن وإلا عمارة على رأسها طيرمانة. اغرسوها بصل وإلا دخن، سموها جمهورية وإلا إمامة وإلا حوزة وإلا سلطنة ومشيخة. محد ماسك لكم.. وإقناع “حسين حازب” لا يستغرق كل هذه السنين! الليل هاتوا كل ما عندكم.

* * *

التشيع -الإمامة- النَّسَب، ثلاث حلقات متصلة بلا انقطاع. حتى لا يُساء الفهم، فإن ما نعنيه بـ”التشيع” هو ذلك الاتجاه التاريخي الذي جعل من النسب المقدس لـ آل البيت قيمة سياسية عُليا يُعبَّر عنها بلغة الدين، وقاعدة معيارية للمفاضلة والاختيار. من بين فرق الشيعة الرئيسية الثلاث، مثَّلتْ الزيدية الأداة الأكثر فعالية على صعيد التطييف والتسييس لرابطة قرابة ظلت تنمو باطراد استناداً إلى الفكرة المشتركة بالانتساب لـ آل البيت. هذا يشبه القول إن الماركسية أداة لتسيس “الطبقة”، وما الطبقة سوى نسق اجتماعي متخيل يقوم على الوعي بالفارق الاقتصادي بين أفراد ومكونات المجتمع. قرأت مؤخراً للكاتب المصري عبد الجواد ياسين في كتابه “السلطة في الإسلام”، هذه العبارة: “إن شيئاً من التشيع لا يتبقى لنا إذا نحن جردناه من فكرة الإمامة”. ومثلما تنطبق العبارة على الشيعة بشكل عام فهي تنطبق بوجه أخص على الزيدية. وإذا كانت الإمامة أُس التشيع، فالنَّسب المقدس أُس الإمامة. وعليه يصبح من الجائز القول أن شيئاً من الإمامة -بالمفهوم السياسي الشيعي- لا يتبقى لنا إذا نحن نزعنا عنها شرط النسب!

*جمعه “نيوزيمن” من منشورات للكاتب على صفحته في الفيسبوك.

تعليقات