منبر حر لكل اليمنيين

البرازيلي نيمار لاعب الهلال السعودي الجديد

9

جن جنون اللاعب الإنجليزي الدولي ومدافع ليفربول السابق جيمي كاراغر، وهو يتابع بقلب تأكله الغيرة موسم هجرة اللاعبين العالميين إلى الدوري السعودي.

ما كاد كاراغر يستوعب هجرة لاعبين على مستوى فني رفيع إلى الدوري السعودي، حتى جاءت صدمة توقيع البرازيلي نيمار للهلال لتصيب كل انتقاداته الفارغة في مقتل.

لا يريد كاراغر أن يفهم أو يستوعب حقيقة أن خريطة الدوريات العالمية الكبرى لم تعد حكرًا على القارة العجوز، فيضع نفسه دائمًا في مواقف (بايخة) مع كل صفقة تبرمها الأندية السعودية.

ولأن جيمي كاراغر لا يقول شيئًا منطقيًا يمكن البناء عليه عند تصويب سهام ورماح نقده غير الواقعي للدوري السعودي، فإن مداخلاته غالبًا ما تأخذ طابع العداء الشخصي لأسباب لا يمكن فهمها دون الإشارة إلى شخصية كاراغر المستفزة.

وكاراغر مثله مثل كل إنجليزي بارد الدم يحلل على بريطانيا أن تكون سوقًا مفتوحة لنجوم كرة القدم، ويحرمها على قارة صفراء ينظر لملاعبها على أنها دار بوار لا تغري ولا تجذب ولا تستقطب كل أسراب سنونو النجوم.

نيمار لاعب الهلال السعودي الجديد بقميص المنتخب البرازيلي(Getty) ون ون winwin
الصحافة البرازيلية توجه رسالة إلى نيمار بعد انضمامه للهلال
اقرأ المزيد
لا يختلف معي اثنان أو حتى ثلاثة على أن بريطانيا هي مهد كرة القدم الحديثة، وهي من طورتها بالقوانين والتحديثات المستمرة، لكن مشكلة جيمي كاراغر أنه لا يريد الاعتراف أن كرة القدم الحقيقية نمت وترعرعت وكبرت في دول أخرى احتلت الريادة والصدارة، بينما بقيت الأم إنجلترا عقيمة وابنتها من الرضاعة الصناعية عاقة تتعذبان بعطش رمال الصحراء.

من حق المشروع السعودي أن يستحوذ على اهتمام العالم وقد أصبحت الملاعب السعودية واجهة جديدة لنجوم كرة القدم، فكما تفعل الأندية الإنجليزية في الميركاتو تفعل الأندية السعودية، وما دمنا في سوق مفتوح فمن حق كل نادٍ أن “يمد رجليه على قد فراشه المالي”.

وعندما أطلق كاراغر تصريحات كاريكاتيرية ساخرة ردًا على بعض الصفقات المدوية التي دخلت خدمة الدوري السعودي، كان يظن أن ناديه ليفربول في مأمن من الطوفان السعودي، لهذا دخل في فاصل من الهجاء والجدل مع مدافع مانشستر يونايتد الدولي السابق ريو فيردناند، والنتيجة أن كاراغر انكمش قليلًا، لكن من دون أن يتخلى عن عنجهيته الحمراء ولسانه المتبري منه.

لم يكن كاراغر مستعدًا أبدًا لأن يناقش بموضوعية قبول زميله وقائده السابق ستيفن جيرارد لعرض الاتفاق السعودي، لم يصدق أن لاعبًا إنجليزيًا دوليًا كبيرًا مثل جيرارد يمكنه أن ينجذب للمشروع السعودي ويوافق دون نقاش على تدريب الاتفاق.

وإذا كانت صفقة جيرارد قد عقدت لسان كاراغر، فلم يجرؤ على سؤال زميله عن “ثلث الثلاثة كم”، فإنه اضطر بعد ذلك إلى بلع لسانه عندما طيّرت وكالات الأنباء العالمية خبرًا يشير إلى أن الاتفاق ضم رسميًا صانع ألعاب ليفربول ومنتخب الأسود الثلاثة جوردان هندرسون.

الآن وقد سحب الدوري السعودي البساط من تحت أقدام الدوريات الأوروبية الكبرى، وبات الواجهة المفضلة إعلاميًا بالنظر إلى قيمة النجوم التسويقية، يستطيع كاراغر متابعة الدوري السعودي والاستمتاع بدوري النجوم ولو على مضض.

الإنجليزي ستيفن جيرارد مدرب نادي الاتفاق السعودي (Twitter/Ettifaq) وين وين winwin
جيرارد يستهدف قيادة الاتفاق إلى مربّع الكبار في دوري روشن
اقرأ المزيد
لم يعد المتابع الأوروبي يجد حرجًا أو عيبًا وهو ييمم وجهه شطر الملاعب السعودية، فالمتعة مضمونة والشغف في أعلى منسوبه، والإثارة حاضرة إلى درجة أنه من رابع المستحيلات أن تجد فوارقًا كبيرة بين أندية النخبة.

ليس الدوري السعودي يا كاراغر من يلعب دور دار المسنين، فمن الغباء أن يقول أحدهم إن الدولي الفرنسي صاحب البالون دور “كريم بنزيما” شاخ وينتظر من الاتحاد مكافأة التقاعد.

والواقع أن بنزيما يعيش أحلى مراحله الكروية في سن الخامسة والثلاثين، ويمكنه بما يمتلك من خبرة طويلة أن يضيف نكهة جديدة للدوري السعودي، وهذا مضمون بالنظر إلى شغف اللاعب الذي لم يقل مخزونه منذ رحيله عن ريال مدريد وهو في قمة مستواه.

لا يستطيع كاراغر مهما ذر الكثير من الرماد في عيون من يصفقوا له على بلاهته النقدية أن ينكر أن لاعبًا مثل البرتغالي كريستيانو رونالدو يوازي من حيث السمعة العالمية أغلى نجم في الدوري الإنجليزي.

ولعل قدوم البرازيلي نيمار وهو في سن النضج والعبقرية الكروية خير دليل على أننا أمام دوري سعودي حافل بالإثارة والقوة والندية، ولا بأس يا كارغر أن تتعاطى الصمت كسلوك ديمقراطي، فربما يمنحك وعيًا جديدًا يغير من منطوق حكمك على الدوري السعودي.

لا أريد هنا أن أتوقف عند كل الصفقات العالمية التي وقعتها الأندية السعودية مع نجوم كرة القدم، على أساس أن هذا التوقف يحتاج إلى مقالات لا تعد ولا تحصى، لكنني سأسدي نصيحة لجيمي كاراغر مفادها:

“اهدأ يا جيمي، وخل بالك من أعصابك، راقب وتابع وانتقد بوعي، لكن ليس قبل أن تتخلى عن حسبة برما سيئة الصيت، حلال على الملاعب الإنجليزية، حرام على الملاعب السعودية”.

*لموقع winwin

تعليقات