منبر حر لكل اليمنيين

لماذا طرد صالح السفير السعودي ولماذا ذهب أحمد علي إلى الرياض بعد ذلك؟

28

قبل أن تبدأ السعودية حربها على اليمن زار السفير السعودي علي عبدالله صالح مرتين ، كنت حاضرا في اللقاء الأخير الذي كان يتحدث فيه آل جابر عن استعداد بلاده لدعمه كي يشن حربا على الحوثيين ، فكان جواب صالح ، إذا أردنا أن نهزم الحوثيين ، فيجب أن نطلب منهم أن يتحولوا إلى كيان سياسي ويمارسوا نشاطهم مثلهم مثل بقية الأحزاب والقوى السياسية .

أضاف صالح ، إن الحرب ستكون في صالح الحوثيين ، ولنا تجربة ستة حروب ، هناك قوى إقليمية ودولية ستدعمهم نكاية بالسعودية واليمن ، كان جواب آل جابر ، إما أن تكون معنا أو ضدنا ، مما جعل صالح ينهي اللقاء ، ما قاله صالح بعد مغادرة السفير ، السعودية تريدنا نقتتل فيما بيننا ، فهي التي دعمت الحوثي وأوصلته إلى عمران انتقاما من حميد الأحمر ، لأنه أشار في تصريح له ، إلى أولئك الذين يحكمون من غرف الإنعاش ، فانزعج السعوديون من ذلك وأرادوا أن ينتقموا .

ما لمسته من صالح ، أنه لم يكن لديه أدنى شك أن السعودية ستدخل الحرب ، وكان يستبعد ذلك تماما ، مما أربك خطته للانقضاض على الحوثي والسيطرة عليه ، ولا شك بأن السعودية كانت تهيئ نفسها للحرب وكانت تدفع بالحوثيين للانقضاض على خصومها من الإصلاح والمؤتمر ، لكن الحوثي استفاد من الخلافات الموجودة وانقض على الجميع الواحد بعد الآخر .

كان محمد آل جابر يسعى من فترة مبكرة لصرف فيز للإعلاميين والمثقفين والسياسيين والشخصيات الاجتماعية وكان المسؤول عن ترشيح المثقفين نجيب غلاب ، أذكر بتاريخ ٢٠١٥/٢/١٠ اتصل بي آل جابر من تلفونه MTN وسألني ما إذا كان لدي فيزة دخول إلى السعودية فقلت لا ، قال سيتصل بك سواق السفارة ويمر يأخذ الجواز وخلال نصف ساعة ستكون الفيزا عندك ، اعتقدت حينها أنني سأطلب لإقامة ندوة هناك ، فقد استضافني أنور عشقي في مركزه قبل ذلك .

ما أريد قوله ، إن السعودية كانت تهيئ نفسها للحرب ، وبعد أن اشتعلت الحرب بفترة ، عاود السفير الاتصال بي وقال لي بالحرف ، عليك أن تلحق بالشرعية، ومن لم يلتحق بالشرعية فلن يكون له مكان في قادم الأيام ، وكان جوابي بأنني سأكون في بلدي ولا أريد مكانا بغير وطني .

قبل الحرب تقريبا بعشرة أيام اتصل بي دبلوماسي عراقي اسمه ناجي حرج كنت قد تعرفت عليه في جنبف ، قال لي إن رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد الجربا يريد لقاء صالح أو نجله ، فهل ممكن تنسق مع أحدهم ، قلت له سأبلغ الرئيس وأرد لك خبر ، وبالفعل اتصلت بعلي معوضة وأخبرته أنني أريد مقابلة الرئيس لأمر هام ، وبالفعل قابلته بعد ساعة تقريبا ونقلت له رغبة الجربا ، فقال لي ، قل له على الرحب والسعة يتفضل .

نقلت لصديقي العراقي الموافقة ، فقال أنت تعرف حساسية الموضوع فهو لا يقدر المجيئ إلى اليمن ، لكنه يستطيع مقابلته ، إما في الرياض أو أبو ظبي أو جنيف ، ونقلت ذلك للرئيس ، فقال لي أبلغه أن أحمد سيقابله ، ولا أدري كيف جرت الأمور بعد ذلك ، حتى ذهب أحمد إلى الرياض قبل الحرب بثلاثة أيام .

ما أعرفه على وجه اليقين ، أن أحمد علي ذهب بطلب من السعودية والوسيط أحمد الجربا ، على عكس ما نقلته بعد ذلك قناة العربية وزعمها بأنه ذهب يحمل ملفات من ضمنها ضمان الحصانة له ولأبيه واستعداده لفك الشراكة مع الحوثيين ، ففي هذا التاريخ لم يكن صالح قد تحالف مع الحوثيين ، وللأسف استقبل وزير الدفاع محمد بن سلمان أحمد علي استقبالا مهينا انطوى على لهجة تهديد قاسية لم يستسيغها أحمد علي وعاد إلى أبو ظبي ، كان بن سلمان حينها مازال بتلك النفسية التي تعامل بها مع خاشقجي فيما بعد ، وكان لا يقبل كلمة لا ، وها نحن بعد تسع سنوات من الحرب على اليمن والزعم بقطع يد إيران في اليمن ، نسمع وزير خارجية إيران يتحدث عن الخليج الفارسي من الرياض .

تعليقات