لماذا مازال مرتزقة السعودية بعد ٩ سنوات يسوقون لنا أن السعودية تعمل لأجل اليمن ؟
من الملفت للنظر أن يظل مرتزقة السعودية يسوقون السعودية على أنها تعمل لمصلحة اليمن ، مثلما البعض يسوق للحوثيين أنهم يدافعون عن اليمن ، فبعد تسعة أعوام من الكذب السعودي والكذب الحوثي ، مازال البعض يمارس الكذب على نفسه ويقنعها ، بأن السعودية جاءت لاستعادة الدولة وإنهاء الانقلاب ، وفي المقابل يعتقد البعض من المناصرين للحوثيين أنهم يدافعون عن اليمن ، بعد كل هذه المقابر والدمار والخراب .
مازلت اتذكر مشاهد الرعب الذي اجتاحني مثل ملايين اليمنيين غيري عندما قادت السعودية القصف على صنعاء واستهدافها بالقنابل الارتجاجية ، بعض الأصدقاء كانوا متحمسين ، اعتقادا منهم أن التحالف سيخلصهم من الحوثيين والبعض الآخر كان متحمس للحوثيين كونهم يقاتلون السعودية ، لذلك خسرت أصدقاء كثيرون في النقاش الذي كان يدور بيننا على وقع أزيز الطائرات والقنابل والصواريخ والمضادات .
مع مرور الوقت كان المدنيون يتساقطون وبينهم أصدقاء ، وسرعان ما كانت التبريرات بأن ذلك كان خطأ ، لكن مع مرور الوقت اتضح أنهم كانوا المقصودين وليس الحوثيون ، وبعد ٩ أعوام على بداية الحرب على اليمن ، أصبح من المعترف به على نطاق واسع أن السعودية أخفقت إخفاقا واسعا وكان تدخلها حماقة متعجرفة تستند إلى استعراض القوة في اليمن عوضا عن الاتفاق الأمريكي الإيراني حول الملف النووي ، والحوثيون كانوا مبررا لهذه الحرب .
أمضيت الأسبوع الماضي منقبا في الوثائقيات والبرامج الإخبارية عن التدخل السعودي في اليمن وخرجت من ذلك الانغماس والتأمل بنقطتين رئيسيتين : الأولى ، هي عدم إلحاق الضرر أو الأذى بالحوثيين وكانت الحجج التي قدمتها السعودية لشن الحرب هي ، أن الحرب لصالح الشعب اليمني الذي سيتم تحريره من قبضة الحوثيين ، لكن الحوثي زاد قوة ، كما أن هذه الحرب خلقت فراغا في السلطة ملئ بالرعب وسفك الدماء ، وكان العلاج الذي وصفته السعودية أسوأ من المرض .
الرغبة السعودية كلفت اليمن ثمنا باهضا لايزال يدفعه حتى اليوم ، فهذه الحرب كانت نقطة الانطلاق لغزو اليمن وسلب مئات الآلاف من الأبرياء أرواحهم وتدمير البنية التحتية وحرق حاضرهم ومستقبلهم وهي وصمة عار وجريمة ضد الإنسانية ، فبعد تسع سنوات مازالت قيادات الشرعية في الرياض ، ومجلس النواب غير قادر على عقد لقاءاته في أي محافظة من المحافظات والحوثي يتحكم بكل شيء
ومع ذلك مازال مرتزقة الرياض وأبو ظبي يقولون لك ، إن السعودية والإمارات جاءتا لمساعدة اليمن واليمنيين .
في المقالة القادمة سنناقش مقابلة علي عبدالله صالح للسفير السعودي محمد آل جابر وسبب طرده من مجلسه وما هي الأسباب التي دفعت أحمد علي إلى الذهاب إلى الرياض وكيف استقبله وزير الدفاع آنذاك محمد بن سلمان .