دروس وعبر من تجربة وزيرين
كان محمد سليمان ناصر -رحمه الله- وزيراً للزراعة في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية لفترة امتدت لسنوات طويلة حتى عام 1986. وكان يتمتع بجمال الروح التي طالما مكنته من إقامة جسور من المودة مع كل من زامله.
وكنت ممن زامله من موقعي في وزارة الصناعة ووزارة التخطيط في زيارات خارجية وزيارات متعددة الى الجمهورية العربية اليمنية آنذاك ومنها أول زيارة إلى مارب أثناء إنشاء سد مارب وكان يومها المرحوم درهم نعمان محافظاً لمارب عام 1983.
أثناء هذه الزيارات تعرفت عن قرب على محمد سليمان ناصر.
كان يجمع بين كفاءته في قيادة ذلك القطاع الكبير والهام، وعلاقاته الانسانية التي استكمل بواسطتها صفة القائد.
ما أجمل السياسي الذي يتحلى بصفة القائد.
بعد 1986 أوكلت قيادة وزارة الزراعة إلى الدكتور أحمد علي مقبل الاستاذ الجامعي المتخصص في الزراعة، وكنت حينما أزور الوزارة من موقعي كرئيس الوزراء يومذاك ألاحظ كم هي شاقة مهمة الدكتور أن يتولى قيادة الوزارة بعد محمد سليمان ناصر.
ناقشته في هذه المسألة، وعرفت منه أنه مستوعب للصعوبة التي تنتظره، وكان عليه أن يتجاوز ذلك بحنكة السياسي وكفاءة الأستاذ.
رحل يوم أمس عن الدنيا الدكتور أحمد علي مقبل الذي تولى قيادة وزارة الزراعة حتى يوم الوحدة.
كم هي الدروس التي يمكن أن نستخلصها من هذه التجربة التي سطرها رجال أمثال محمد سليمان ناصر وأحمد علي مقبل، بكل ما ألقته تقلبات السياسة في طريقها من نكبات.
رحم الله الدكتور أحمد علي مقبل وتعازينا لأولاده واسرته.. والرحمة والغفران لأبي يونس محمد سليمان.
* من صفحة الكاتب على الفيسبوك.