القضاء على القاعدة بتعز يبدأ بهيكلة المحور وتطهيره من الاخوان
ومن خلال ما تم نشره على الإنترنت و تقارير الأخبار، يظهر أن هاتين الجماعتين الإرهابيتين قد استغلتا الفوضى و الصراعات السياسية في اليمن; لتعزيز تواجدهما في المحافظة.
تعز، تعتبر إحدى المحافظات المهمة في اليمن، و قد تعرضت للعديد من الاضطرابات الأمنية و الصراعات الداخلية، خلال السنوات الأخيرة والذي حذرنا منها، ونتيجة لذلك، استغلت تنظيمات القاعدة وداعش هذا الوضع; لتوسيع نفوذهما ونشر أجنداتهما الإرهابية.
بحسب العديد من التقارير، فإن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب (تنظيم القاعدة في جزيرة العرب) قد نشط بقوة في محافظة تعز، و خاصة في المناطق الجبلية والريفية و خصوصا بعد عام 2012م و توسع بالمئات في 2015م.
قدمت الجماعة نفسها في 2011م على أنها خرجت ضد النظام الأسبق و مقاومة للانتهاكات الحكومية، و توفير الأمن الذاتي في المنطقة، بالتنسيق مع حزب الإصلاح ( الإخوان المسلمين).
ومع ذلك، فإن الوقائع تظهر أن القاعدة قد ارتكبت العديد من الجرائم والاغتيالات بحق الأفراد والقادة، إبتداءً من صادق منصور،صاحب الفكر المستنير، الى صاحب البوفية بالغرفة التجارية و مرورًا بفكري البروي، و غيرهم الذين يعارضون فكرها الإرهابي.
الأجهزة الأمنية في تعز، تعلم أن أماكن تواجد خلايا التنظيم، في حارة مستشفى الجمهوري، و النسيرية، و سوق الصميل، و الهريش، و المسبح، وفي هذه المناطق غالبًا تواجد الإخوان المسلمين فيها قوي و واسع، و أُضيفت لهم معسكرات، منها معسكر حمود سعيد المخلافي و أمجد خالد و عدنان رزيق.
من جهة أخرى، يُظهر تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) أيضًا وجودًا في تعز، عبر الإنتشار السريع لخلاياه المنظمة،. و تستهدف هذه الخلايا الأهداف المدنية والعسكرية، بما في ذلك القوات الحكومية و المواطنين العاديين.
بينما يحاول التحالف العربي والقوات الحكومية اليمنية،مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية، إلا أن التحديات الأمنية و الاجتماعية الكبيرة في المحافظة، تجعل من الصعب القضاء على هذا التهديد بشكل كامل.
تشير بعض التقارير أيضًا إلى وجود تواطؤ و تعاون بين هاتين الجماعتين الإرهابيتين و حزب الاصلاح و الحوثيين في تعز.
قد يكون ذلك بسبب مشاركة الأفراد في كلا التنظيمين، أو التنسيق في الهجمات المشتركة. ومن المهم أن نفهم أن تنظيمات مثل القاعدة وداعش، يستغلون الفوضى والاضطرابات السياسية لتعزيز تواجدهما وتنفيذ أجنداتهما المتطرفة.
قد يكون الأمر صعبًا للغاية إثبات هذه الادعاءات بشكل قطعي; نظرًا لصعوبة الوصول إلى معلومات دقيقة وموثوقة في مناطق الصراع. ومع ذلك، فإن الأدلة المتاحة والتقارير الإعلامية تعطينا فهمًا أوليًا لتواجد تنظيمي القاعدة وداعش والتخادم مع الحوثييين في محافظة تعز والتحديات الأمنية التي تشكلها.
من الواضح أن القضاء على تنظيمات الإرهاب في تعز، يتطلب جهودًا مشتركة من الحكومة اليمنية والتحالف العربي والجهود الدولية.
يجب تعزيز الأمن والاستقرار في المحافظة، بالإضافة إلى تعزيز التنمية الإقتصادية و تلبية الاحتياجات الأساسية للسكان، من أجل القضاء على الظروف التي تسهم في نمو الإرهاب والتطرف ولن يتم ذلك دون إعادة هيكلة قيادة المحور و التشكيلات العسكرية في تعز.